القرآن الكريم هو كتاب الله الخالد، وهو خاتمة كتب الله –تعالى-، وقد جاء بمنهج واضح وصالح لكل زمان ومكان، لا يعتريه خلل، ولا تشوبه شائبة، وهو يحث على إعمال الفكر والاجتهاد، إلا أن هناك إشكالية الثابت والمتغير في الفهم والواقع، فنصوص القرآن الكريم ثابتة غير متغيرة، إلا أن هناك مساحة واسعة في فهم هذا الكتاب لإعمال أحكامه في دنيا الناس وواقعهم في كل زمان ومكان، إلا أن بعض الناس جمَّدوا فهمهم لهذا الكتاب، نتيجة خطئهم في فهم بعض المصطلحات التي وضعها العلماء لتسهيل فهم هذا الكتاب، ومن هذه المصطلحات مصطلح (النص) إذ له إطلاقات كثيرة، فخلط بعضهم بين هذه الإطلاقات مما أدى لفهم خاطئ لبعض القواعد التي وضعها العلماء مما أدى بالطبع للخطأ في فهم القرآن الكريم نفسه أو الجمود أمام النص. والأزهر الشريف يحرص كل الحرص على المحافظة على الثابت، والتجديد في المتغير بضوابط علمية، وقد أكد على ذلك في (وثيقة التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية) الصادرة عن المؤتمر العالمي (التجديد في الفكر الإسلامي) المنعقد في الفترة [2/ 3 جمادى الآخرة 1441هـ- الموافق 27، 28 يناير 2020م) والتي كان من بنودها: "النصوص القطعية في ثبوتها ودلالتها لا تجديد فيها بحال من الأحوال، أما النصوص الظنية الدلالة فيه محل الاجتهاد، تتغير الفتوى فيها بتغير الزمان والمكان وأعراف الناس، شريطة أن يجيء التجديد فيها على ضوء مقاصد الشريعة وقواعدها العامة ومصالح الناس" لذا أردت أن أسهم بهذا البحث (مفهوم النص عند المفسرين والأصوليين) لأشارك به في مؤتمر (الوثائق الإسلامية في رحاب العلوم الشرعية) والذي تعقده كلية الدراسات الإسلامية والعربية بمدينة السادات.