هذه قراءة في عقل الإمام ( أحمد الطيب ) شيخ الأزهر من خلال وثيقة الأخوة الإنسانية , التي صدرت في التاسع والعشرين من جمادى الأولى عام 1440ه  الموافق الرابع من فبراير 2019 من الميلاد , وأحاول أن أبرز فيها رأي الدين الإسلامي ممثلا في شيخ الأزهر الشريف في توجيه عموم البشر وقت الصراعات, ليجتمعوا رغم التفرق , ويتعايشوا رغم الاختلافات , فلابد أن يلتفت القارئ عند النظر في الوثيقة الصادرة عن الأزهر إلى الأمور العقدية أولا ؛ لأنها محط النظر وبيت القصيد , وهي الأصول التي يرى الناس أنها مصدر التفريق , والأسس التي يرجع إليها دعاة الصراع , وهي الفارق الرئيس بين المسلمين وغيرهم , وقد دار هذا البحث حول عدة معالم منها : الثبات علي المعتقد , والإيمان, والتوحيد, ثم النظر في علاقة العقيدة بالأخلاق , ولقد انتهى هذا البحث إلى أن هذه الوثيقة التي صنعت على عين الإمام الطيب, قد جاءت متوافقة مع عقائد المسلمين العامة دون المساس بشيء منها , وأنها إعلان صريح لحاجة البشرية إلى روح التعايش وقبول الآخر , حيث لا أمن ولا أمان بدون الإيمان بالله تعالى , والالتزام بتعاليمه , كما أن التربية والسلوك القويم هي الوجه الآخر للعقيدة الإسلامية .