أدركت العديد من الأمم، أن الارتقاء بالكبار ومكانتهم بالمجتمع لا يعد فقط المصدر الأول للبناء الحضاري والاجتماعي، ولكن رافداً مهما للتنمية وأساس أي نهضة مجتمعية، ومُنْطَلَقُ أى إصلاح، لاسيما بعد أن أصبحت قوة المجتمعات تكمن في المقام الأول فيما لديها من ثروات ومصادر وموارد مختلفة، وفي طليعتها القوى البشرية، ونظرًا لما يشهده العصر الحاضر من تغيرات سريعة متلاحقة في المجالات كافة، فقد أضحى تعليم الكبار والنهوض بكافة مجالاته، طموحاً يراود المجتمعات دائماً، بل والأكثر يستقطب جهود الدول النامية والمتقدمة على حد سواء، لبلوغ حياة أفضل لمواطنيها والدفع بعملية التنمية إلى آفاق أرحب. وعليه وفى ضوء ما سبق تهدف هذه الورقة البحثية إلى إبراز الاتجاهات الحديثة في مجال تعليم الكبار، من خلال إلقاء الضوء على مفهوم تعليم الكبار، وأهميته، مع عرض أهم الاتجاهات المعاصرة في تعليم الكبار، وسبل الاستفادة من هذه الاتجاهات في تعليم الكبار بمصر.