تُعد هذه الفترة من أهم فترات تاريخ الري ومشروعاته في مصر, حيث اهتم محمد علي باشا وخلفاؤه بالزراعة اهتماماً بالغاً, وکان من آثار ذلک التحول من الري الحوضي إلى الري المستديم بإنشاء الترع والسدود والقناطر, وتُوِّجت تلک المشروعات بمشروع القناطر الخيرية, فأنشئ لها ديواناً اختص بعمليات الإنشاء والعمارة, متصلاً مع غيره من الدواوين والمصالح المصرية في تلک الفترة, ونشأ عن ذلک وثائق لها أهميتها الکبيرة وضَّحت المراحل التي مرَّت بها القناطر منذ أن کانت فکرةً ومروراً بالتمهيد للمشروع من نقل للمهمات والأحجار, وبدايةً بالحفر وإنشاء الأساسات وبناء الأعمدة والبوابات, وإنشاء الأبراج فوق جسم القناطر إلى أن أصبحت أثراً تاريخياً.
وتناولت الدراسة تاريخ إنشاء القناطر من بداية المشروع إلى إلغاء الديوان, کما تناولت دراسةً أرشيفية عرَّفت بوثائق الدراسة وأماکن حفظها, وحالتها المادية وما تعرضت له أثناء فترات انتقالها وحفظها من مکان لآخر, کما تناولت الترتيب والوصف الأرشيفي لهذه الوثائق. وتناولت الدراسة الدبلوماتية الخصائص الخارجية والداخلية للوثائق, وأخيراً ما نتج عن الدراسة من نتائج وتوصيات.