المستخلص
فرضت الزيادة المطردة في حجم البيانات، والتي أصبحت تشکل حجر عثرة في سبيل تنفيذ الخطط والاستراتيجيات، على المؤسسات وخاصة مؤسسات التعليم العالي، ضرورة الاتجاه نحو نظم إدارة المحتوى المؤسسي (ECMS) باعتبارها أداة تمکين فعالة لا سيما في إطار عمليات التغيير والتحول الرقمي المؤسسي، تتيح لها التحکم في المحتوى، وزيادة الإنتاجية، وتعزيز التعاون، وتلبية متطلبات الالتزام، وتعزيز العمليات التي تتمحور حول المحتوى بشکل أفضل.
من هذا المنطلق، تأتي هذه الدراسة لإلقاء الضوء على ممارسات إدارة المحتوى بمؤسسات التعليم العالي بدولة الإمارات العربية المتحدة للوقوف على أبعاده و خصائصه وأدواره التي يلعبها في تدعيم خريطة التواجد الرقمي للمؤسسات التعليمية، وما هو مطلوب وموصى به من حيث الدراسات والسياسات والخطط والبرامج والمشاريع، وذلک من خلال تناول جامعة الشارقة کنموذج عملي استرشادي قابل للتطبيق.
وقد دفعت الباحث مجموعة من المبررات لبحث موضوع الدراسة من بينها : ما يشکله التعليم ومؤسساته من زخم في المشهد الرقمي المتنامي، بالإضافة إلى النمو المطرد لمحتوى مؤسسات التعليم العالي والتي أظهرت وجود حاجة ملحة إلى ضرورة إدارته بکفاءة وفاعلية، هذا بالإضافة إلى البنى التحتية الرقمية المتطورة في مؤسسات دولة الإمارات العربية المتحدة بشکل عام ومؤسسات التعليم العالي بشکل خاص.