تُعد إدارة الجودة من أساسيات الإدارة في القرن الحادي والعشرين، وخاصة في ظل المنافسة العالمية والثورة العلمية والتکنولوجية المعرفية، حيث أصبحت المؤسسات ولا سيما المکتبات ومراکز المعلومات تتسارع إلى الارتقاء بمستوى المخرجات والخدمات التي تقدمها للمستفيدين؛ لتحقيق درجة التميز وتجويد المخرجات طبقًا للمواصفات والمعايير الدولية، ومن هنا کانت الحاجة ماسة إلى فکر جديد يجعل الجودة نصب عينيه والتحسين المستمر هدفًا استراتيجيًا له؛ حيث يمثل أسلوب ستة سيجما أحد أشهر المفاهيم الإدارية الحديثة، ويقوم هذا الأسلوب على أسس الجودة الشاملة التي تحقق أعلى مستوى من الجودة في العمليات الإدارية بالمؤسسات، وقد ظهر هذا المفهوم في شرکة موتورولا الأمريکية في بداية الثمانينات وحقق انتشاراً واسعاً، حيث بدأت کبرى الشرکات العالمية بتبنيه وتطبيقه في إجراءاتها الإدارية المختلفة، والذى أثبت کفاءته في مساعدة المؤسسات على توفير خدمات خالية من العيوب تشبع رغبات المستفيدين، فهو منهجية ليست مجرد طريقة للتحسين فحسب وإنما أيضاً للوصول بالمؤسسة إلى درجة قريبة من الکمال في تحسين أدائها وإرضاء مستفيديها وتحقيق قيادة واعية وترسيخ ثقافة وفکر حضاري لها، للنهوض بمستوى الخدمات التي تقدمها المکتبات وتهيئتها بما يوافق متطلبات العصر.