كانت الإلهة آرتميس إحدى إلهات الجيل الثاني من مجمع الآلهة اليونانية المعروفة عند اليونانيين القدامي باسم آلهة أوليمبوس، واشتهرت عندهم بأنَّها ‘بوتنيا ثيرون،‘ أو ‘ربَّة/إلهة الحيوانات.‘ وهكذا فإنَّها صورت في الأعمال الفنية اليونانية القديمة إلى جوار الحيوانات في العديد من المشاهد التي توضح مكانتها بينهم، وقدرتها على السيطرة عليهم، فظهرت إلى جوار الحيوانات البرية المفترسة والأليفة على حدٍّ سواء.
ومع ذلك وجدت هنالك رابطة خاصة بين الإلهة وبين الغزالة التي أصبحت بمرور الوقت رمزًا للإلهة وظهرت بصحبتها في الأعمال الفنية منذ العصر المبكر أكثر من غيرها من الحيوانات الأخرى. وتعددت المشاهد التي تصور الغزالة مع الإلهة والتي تظهرها بوصفها ‘ربة الحيوانات‘ وربة الصيد،‘ بالإضافة إلى ظهورها في بعض المشاهد المستمدة من الأساطير. ويركز هذا البحث على المشاهد التي تجمع بين الإلهة والغزالة، ويدرسها من خلال المشاهد التي ظهرت فيها الغزالة منفردة مع الإلهة، ومن خلال المشاهد التي تجر فيها عربتها. وكما سنرى فإنّ هذه المشاهد مجتمعة ترمز إلى قدرة الإلهة في السيطرة على هذا الحيوان البريّ الذي لم يستطع الإنسان ترويضه، وتؤكد من خلالها مكانة الإلهة بوصفها إلهة الغابات والبراري وربة الحيوانات.