عرف العالم مع نهاية القرن العشرين بروز اقتصاد جديد يرتكز بشكل كبير على المعرفة كأهم مصدر لخلق وتنمية الثروة، ذلك أن التنمية الاقتصادية اليوم أصبحت مبنية على وفرة المعلومات وليست وفرة الموارد النادرة، فتأثير المعرفة يغدو حاسما على كامل النشاط الاقتصادي اذ أصبحت الأصل الرئيسي لأي نمو اقتصادي أو اجتماعي، ومنه تحول العالم من البحث والتصادم من أجل مصادر الموارد النادرة الى البحث والتصادم من أجل السيطرة على أكبر قدر ممكن من مصادر المعرفة.
يعتبر النمو الاقتصادي من الأهداف الأساسية التي تسعى خلفها الحكومات، وذلك لكونه يمثل الخلاصة المادية للجهود الاقتصادية وغير الاقتصادية المبذولة في المجتمع، إذ يعد أحد الشروط الضرورية لتحسين المستوى المعيشي للمجتمعات، كما يعد مؤشراً من مؤشرات رخائها، ولقد أخذ التعليم منذ الستينات منعطفاً جديداً، وأسهمت الدراسات في تحليل الوظيفة الاقتصادية للتعليم حتى أصبح اقتصاد التعليم من الموضوعات الرئيسية في مجال الاقتصاد.
ترتبط أهمية رأس المال الاجتماعي في تدعيم وتفعيل وظائف الاقتصاديات الحديثة، حيث يتكون رأس المال الاجتماعي من المكونات الثقافية للمجتمعات الحديثة التي تتشكل وتنظم في مؤسسات رسمية والقواعد القانونية والمنطقية ومن ثم يرتبط رأس المال الاجتماعي بالإصلاح الاقتصادي ببناء السياسات الاقتصادية والمؤسسات الاقتصادية ومن ثم يعبر رأس المال الاجتماعي عن شكل السياسة العامة.