نعيش الآن في عصر صعود المدن الذکية والحوکمة القائمة على البيانات، حيث تعمل المکتبات العامة کبِنَى تحتية داعمة، مشجعة للمعرفة الرقمية، وکمراکز بيانات مدنيّة؛ لترسيخ التنمية الحضرية، من خلال مجموعاتها وخدماتها ومساحاتها العامة، ومن ثَمّ فإنها تمثل نقطة تلاقٍ لکل ما يتصف بالمعرفة والذکاء، ولا شک أن للمکتبات دورًا مهمًّا في دعم المدن الذکية، حيث اتسعت المکتبة لقطاعات أخرى من الحياة الاجتماعية والثقافية مرتبطة باستراتيجيات التنمية الاقتصادية للمدن التي بُنيت فيها، وأصبح هذا واضحًا بشکل خاص في رؤى "المدن الذکية"، التي أصبحت ممکنة بفضل انتشار تقنيات شبکات الاتصالات. يهدف هذا الکتاب إلى الاهتمام بالعلاقة بين تحول المکتبة والدور الذي تلعبه في التنمية الثقافية والاقتصادية وفهم العلاقة بين المکتبة المعاصرة وسياقها الحضري التفاعلي، ويقدم الکتاب ثلاث رؤى فريدة شاملة متعلقة بالمکتبات وتخطيط المدن الذکية حيث يوضح العلاقة بين المکتبات وسياسة التخطيط الحضري و يبحث في کيفية تشکيل أجندة المدن الذکية بشکل مباشر وغير مباشر لمتطلبات مؤسسة عامة معينة، ويقدم الکتاب نظرة حديثة للمکتبات من خلال الاعتماد على المقابلات مع مجموعة من المتخصصين في المکتبات وصانعي السياسات، فهُم في طليعة التغييرات والتحديات التي تواجهها المکتبات حاليًا، ومن ثَمّ توضيح التنافر والتوتر بين رؤى الحکومات واحتياجات مستفيدي المکتبات والمجتمعات.