لقد أضحت مرحلة الطفولة إحدي مراحل النمو الهامة التي توليها كافة المهن والتخصصات إهتماماً بالغاً لما لها من تأثير كبير علي شخصية الفرد في المستقبل حيث يواجه الأطفال في تلك المرحلة العديد من المشكلات والإضطرابات ، حيث تعاني فئة منهم من كافة أنواع المشكلات وهي فئة الأحداث المنحرفين أو المعرضين للإنحراف . ويعتبر إنحراف الأحداث ظاهرة عالمية ولكنها تتفاوت بنسب مختلفة من دولة إلي أخري ، وتكون ناتجة عن دوافع سلوكية وإجتماعية يتأثر بها الحدث غالباً داخل الأسرة أو خارجها سواء في تعامله مع أقرانه داخل المدرسة أو في المجتمع الذي يعيش فيه ، ويسعي من خلالها الحدث إلي تعويض الشعور بالنقص الذي قد يواجهه في أسرته ومجتمعه ، مما يسبب له العديد من المشكلات الإجتماعية والنفسية والإقتصادية ، والتي تؤثر عليه وعلي المجتمع الذي يعيش فيه ، وتكمن خطورة هذه المشكلة في تعدد الجوانب المرتبطة بها وفي السلوك الذي يمارسه الحدث الجانح وما يترتب عليه من آثار سلبية تتضمن إكتساب الحدث لمجموعة من الإتجاهات السلبية نحو ذاته والأخرين والمجتمع .     كما تعد ظاهرة انحراف الأحداث من الظواهر الاجتماعية المرضية التي تمثل أهم التحديات الكبرى التي تواجه المجتمعات في تحقيق نسقها الاجتماعي المتكامل ، وهذا ما للعنصر البشري من أهمية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، إذ أنّ التنمية الحقيقية هي التي تنطلق من الإنسان وتنتهي بالإنسان ، ولا يتسنى ذلك إلا باستثمار كافة الطاقات والإمكانات البشرية بما في ذلك الأحداث المنحرفين أو حتي المعرضون للإنحراف لدفع عجلة التنمية والحصول على مجتمع متماسك ومنتج ، فبالرغم من درجة التطور والازدهار التي بلغها عالم الإنسانية اليوم إلا أن ظاهرة انحراف الأحداث لا تزال منتشرة بصورة واضحة وبمعدلات مرتفعة، وتعمل على كبح عجلة التنمية من خلال ما تنطوي عليه هذه المشكلة من مضاعفات .