تهدف هذه الدراسة إلى الإجابة عن تساؤل محوري مُؤَدَّاه: هل يُشَكِّل منتدى حوار الثقافات التابع للهيئة الإنجيلية شكلًا من أشكال المجال العام؟ كما تحاول الإجابة عن التساؤلات الفرعية الآتية: (1) ما خصائص البُعد الهيكلي المحدِّد لشكل المجال العام؟ (2) ما خصائص البُعد التمثلي المحدد لشكل المجال العام؟ (3) ما أبرز الممارسات والتفاعلات الرمزية التي تحدث داخل المجال العام؟ (4) ما طبيعة المناظرات والمداولات التي تحدث داخل المجال العام؟ (5) ما مدى شمولية الخطاب المقدَّم للمجال العام؟ (6) إلى أي مدى يعكس المجال العام حرية التواصل بين أطرافه المتفاعلة؟ (7) ما شروط الحوار والتفاعل داخل المجال العام؟ (8) ما مدى اتساق المجال العام مع الصالح العام؟
وقد أُجْرِيَ البحثُ على عينة قصدية من الفاعلين في منتدى حوار الثقافات التابع للهيئة الإنجيلية القبطية؛ وعددهم (20) مشاركًا؛ بالاعتماد على منهجية وصفية ترتكز على المقابلات المتعمقة. وقد توخَّى الباحث -في سبيل تحقيق أهداف البحث- إطارًا نظريًّا قوامه نظرية المجال العام لـ (هابرماس)، ونظرية الأبعاد الثلاثة للمجال العام عند (دالجرين).
وقد خلص البحث إلى عدة نتائج، من أهمها: أن المنتدى يمثل أطيافًا مختلفة من المجتمع المصري، كما تُمثَّل فيه فئات عمرية مختلفة؛ بداية من الشباب حتى جيل الوسط والخبراء. كما بيَّنت الدراسة أنه يوجد تمثيل متزايد وعادل للمرأة في المنتدى، قد يفوق 50% أحيانًا. كما كشفت المعطيات الميدانية عن تنوع الحجج والمداولات في أثناء نقاش الموضوعات العامة، وتختلف طبيعة الحجج وفقًا لاختلاف أيديولوجيات المشاركين الذين يستخدمون أشكالًا متنوعة من الحجج. كما كشفت نتائج الدراسة عن أن هناك تنوعًا في الموضوعات المُثارة للنقاش، والمتداولة داخل منتدى حوار الثقافات، وهي موضوعات عامة تهم قطاعات كبيرة من المجتمع، مثل: قضايا المواطنة، وقبول الآخر، والوعي الثقافي، والحوار.