لاحظت الباحثة مدى انتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية في مصر في الآونة الأخيرة, وخاصة بين الطلاب المدارس الفنية الصناعية خاصة في بعض القري في الريف المصري، مما دفع الباحثة إلى مراجعة الدراسات والبحوث الأدبية المرتبطة بالمشكلة، ومن خلال محاولة الباحثة مسح التراث العلميـ في حدود علمها ـاتضح عدم وجود دراسة تربط بين المسرح وقضية الهجرة غير الشرعية,, علي الرغم من أن الدراسات السابقة أشارت إلي خطورة المشكلة، حيث أشارت دراسة المنظمة الدولية للهجرة2011، أن الهجرة غير الشرعية زادت بعد ثورة 25 يناير 2011 لدى الشباب بسبب انشغال السلطات والانفلات الأمني, كما أشارت دراسة نسرين البغدادي 2016 إلي تفاقم الظاهرة في عام 2015 خلال أول ثلاث شهور منها بنسبة أربعون ألف مهاجرا هجرة غير شرعية، وأن دول إيطاليا ومالطا واليونان وجهات للهجرة غير الشرعية المفضلة للشباب المصري،كما أشارت دراسة فالكاما تولي (2016) أن المهاجرين غير الموثقين يمثلون مشكلة للمجتمع والسلطات، وأشارت دراسة هشام صلاح 2018 إلي أن للظاهرة آثار سلبية سياسية واقتصادية وأمنية على غالبية الدول.
وللتحقق من خطورة الظاهرة بين طلاب المدارس الفنية الصناعية، أجرت الباحثة دراسة استطلاعية علي عينة قوامها (300) طالبا وطالبة من الصف الأول حتي الثالث الثانوي، بمدرسة الدرافيل الثانوية الفنية الصناعية بقرية البنزينة، التابعة لإدارة بلقاس التعليمية مديرية التربية والتعليم بالدقهلية بمحافظة الدقهلية من خلال سؤال مفتوح عن من يرغب في الهجرة غير الشرعية إذا لم يتوافر له الهجرة الشرعية، وقد جاءت استجابات الطلاب والطالبات أن نسبه 80% من الطلاب والطالبات يرغبون في الهجرة غير الشرعية حال عدم توافر فرص الهجرة الشرعية، وهى نسبة كبيرة تكشف عن ما يفكر فيه الشباب مستقبلا وما يترتب عليه من مشكلات كفقدان الانتماء وافتقاد جزء كبير من رأس المال البشري وتهديد الأمن القومي المصري، باعتبار أن طلاب المدارس الفنية الصناعية من أكثر الفئات الشبابية الأكثر تعرضا للسفر نظرا لتخصصاتهم الدقيقة مثل (التبريد والتكيف، الصيانة، الميكانيكا، الملابس والزخرفة، الحدادة والنجارة) وهي تخصصات مطلوبة لأي مجتمع يقوم عليها بنائه.
وتري الباحثة أن توعية طلاب المدارس الفنية بمشكلة الهجرة غير الشرعية من الأمور المهمة قبل تفكير الطلاب فيها، خاصة وأنه من الممكن أن للإعلام التربوي أو الإعلام المدرسي بوسائله المختلفة الصحافة المدرسية والإذاعة المدرسية والمسرح المدرسي بهذه المدارس أحد الوسائل المعنية بتوعية الطلاب وتعديل اتجاهاتهم وطريقة تفكيرهم حول التعامل الجيد والفعال مع المشكلة.
وانطلاقا من أن المسرح واحدا من الأنشطة الثقافية والفنية الهامة التي لو اشترك الطلاب فيها سيكون لها مردود كبير في تعديل سلوكهم وطريق تفكيرهم فيما هو نافع لهم، وذلك لما تشتمل عليه العملية المسرحية من عناصر فنية وجمالية كالتمثيل وفنون الحركة المسرحية والأداء وفن الإلقاء والمشاركة في إعداد الديكور والملابس والموسيقي كل ومعايشة الطلاب للمشكلة، كل هذا بلا شك سيساعد في انخراط الطلاب ومعايشة المشكلة ومعرفة الآثار المترتبة على هذه الظاهرة سواء علي نفسه، أو علي أسرته، أو مجتمعه.
ومما سبق يمكن تحديد مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي:
ما فاعلية برنامج مسرحي في تنمية الوعي بالهجرة غير الشرعية لطلاب المدارس الفنية؟
أهمية الدراسة

تأتي أهمية الدراسة من أهمية الموضوع الذي تتناوله وهو الدور التوعوي الذي يمكن للمسرح في معالجة ظاهرة الوعي بالهجرة غير الشرعية وأسبابها والآثار الناتجة عنها سواء على الفرد والأسرة والمجتمع.
قد تفيد نتائج الدراسة الباحثين في مجال الإعلام والإعلام التربوي والمسؤولين ومتخذي القرار بوزارتي التربية والتعليم ووزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين، نحو تفعيل البرامج المسرحية في توعية الطلاب بالهجرة غير الشرعية ومخاطرها على الفرد والأسرة والمجتمع.

أهداف الدراسة
التعرف على فاعلية برنامج مسرحي للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية لطلاب المدارس الفنية الثانوية الصناعية.