التربية عملية ذات أهمية لكل من الفرد والمجتمع معا فضرورتها للفرد تكون في المحافظة على جنسه وتوجيه غرائزه وتنظيم عواطفه وتنمية ميوله بما يتناسب وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه والتربية ضرورية لمواجهة الحياة ومتطلباتها وتنظيم السلوكيات العامة في المجتمع من أجل العيش بين الجماعة بأمن وسلام. ويعد الأمن في المجتمعات المختلفة أهمية قصوى للحفاظ على الأنفس والممتلكات والوجبات والحقوق، ومن أهم الأدوار التي تضطلع بها الحكومات الحفاظ على الأمن فيها، ومن المهددات الأمنية الأحداث الشبه متكررة من أعمال إرهابية وجرائم مستنكرة حول العالم أو في بلادنا على وجهه الخصوص، حيث يظهر جلياً من خلالها أن من أهم التحديات التي تواجهه الكثير من الحكومات اليوم هو القضاء على هذا الإرهاب وتجفيف منابعه. والأمن الفكري من أهم أنواع الأمن؛ حيث يتعلق الأمن الفكري ببنية الإنسان الفكرية والعقلية، والتي تحدد أهدافه ومبادئه، وسلوكه واتجاهاته وعقائده وعلاقاته مع الآخرين. ومن ثم فهو جزء لا يتجزأ من الأمن العام، بل الأساس لأي أمن، وركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار للوطن والمواطن (الدهشان، 2016). وتعتبر المؤسسات التربوية – بحكم اتصالها الدائم والمباشر مع أفراد المجتمع، وتعاملها مع الفكر -أحد أهم أسلحة الوقاية، لامتلاكها للوسائل اللازمة في مواجهة الفكر المنحرف؛ فالمؤسسات التعليمية أكثر قدرة على إشباع حاجات الأمن في نفوس الأفراد وذلك من خلال النسق التربوي الذي تحتله داخل كيان المجتمع، وتلعب دوراً هاما وحيويا في المحافظة على بناء واستقرار المجتمع من خلال تجسيد الأمن الفكري (علي، 2018).