تهتم كثير من مؤسسات التعليم العالي بتنمية الجانب المعرفي لدي الطلاب في العملية التعليمية تدريسا وتقويما، وقلما تعطي اهتماما بشكل مباشر أو منتظم لتنمية المهارات والمكونات المتعلقة بالجوانب المهارية الشخصية، والنفسية ، والاجتماعية، والحياتية، والأخلاقية في شخصية الطلاب ، وذلك من خلال خطوات إجرائية منظمة، أو عبر برامج تدريبية تجعلهم قادرين علي التفاعل بشكل سوي مع بعضهم البعض.
وتعد ماليزيا من أوائل الدول التي تبنت فن المناظرات فقد بادرت الجامعات الماليزية، وعلى رأسها الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، في السنوات الخمس الماضية إلى الإفادة من فن المناظرة تربويا؛ وذلك من أجل تحسين مهارات الطلاب وتطويرها، فعقدت مسابقات المناظرة على مستوى المدارس والجامعات المحلية والإقليمية.
وفي مصر بدأت المناظرات من خلال مشروع صوت الشباب العربي وهو مشروع إقليمي بالتعاون بين المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة أنا ليندا وذلك بتاريخ 24/6/2011وعلي الرغم من أن المناظرات تعد توجها عالميا وبالرغم من الجهود المبذولة من أجل تفعيل المناظرات الطلابية في مؤسسات التعليم العالي في مصر إلا أنها لا تزال غير مفعلة في المؤسسات التعليمية في مصر. ولتحقيق هذا الهدف استخدمت الدراسة المنهج الوصفي للوصول إلي أهمية السبل المقترحة لتفعيل سياسات التعليم المجتمعي في مصر بما يحقق أهداف المبادرة الدولية للتعليم للجميع.
وتوصلت الدراسة إلي مجموعة من النتائج من أبرزها: تطوير مسابقات المناظرة العربية ونشرها على المستوى العالمي،إنشاء معهد للمناظرة العربية , لإعداد المسابقات , وتدريب كوادر من الحكام من الماليزيين وغيرهم لتحكيم المسابقات المحلية والدولية ،وضع معايير أكثر مصداقية لقياس مهارات الطلاب في المناظرات ،تدريب حكام محليين محايدين من جهات غير جامعية , كالجهات الدعوية , والمؤسسات التي على علم باللغة العربية وفنونها وآدابها ،تعاون الجامعات العربية في البلاد العربية مع الجامعات الماليزية لعقد برامج ومسابقات في المناظرة باللغة العربية ،إدخال أنشطة المناظرات في المقررات التعليمية الأكاديمية .وفي ضوء النتائج اقترحت الدراسة تصورا عمليا قد يسهم في إقامة نادي للمناظرات الطلابية بجامعة الزقازيق في ضوء خبرة الجامعة الإسلامية بماليزيا، ويشتمل هذا التصور علي فلسفة، وأهداف، وتوصيات إجرائية في جوانبه المختلفة ، وكذلك علي متطلبات تنفيذه في الواقع .