Beta
237651

البطل التراجيدي مابين سوفوكليس و ارثر ميلر (أنتيجون – موت بائع متجول) نموذجاً

Article

Last updated: 23 Jan 2023

Subjects

-

Tags

-

Abstract

هناك فروق فاصلة مابين سمو وسقوط البطلين التراجيديين تشكل فى جملتها الرسالة الثقافية والحضارية لكل عصر منطلقة من النص المسرحى، خاصة أن التغير في أحوال البطل من السعادة إلى الشقاء، لايحدث بسبب الخبث والشر، بل بسقطة عظيمة، فهذه السقطة العظيمة، هي إذاً نقطة الضعف في شخصية البطل التي لاتجعله كامل الفضيلة، والتي تنجم عنها الفاجعة، ويمكننا القول أن الخطأ المأساوي الذي يسبب تعاسة البطل التراجيدي، يرجع إلى حكم خاطئ على الموقف، سواء عن جهل أو تعمد وعناد.
فالإنسان مهما كان قوياً، فإن القوى الغيبية القدرية تظل أقوى منه وعن طريق التحدي بالإرادة يستعر الصراع بين الإرادتين، وتنتصر إرادة القدر أو مشيئته. وهنا يكمن نبل التراجيديا في هذا الموت المحتوم الذي يواجه البطل المقضي عليه، والذي يقاوم حتى آخر لحظة في حياته، تحقيقاً لذاته الإنسانية، وتأكيداً نبيلاً لموقف الإنسان الذي يرفض الاستسلام، كاشفاً في صراعه المهيب بأسرار النفس وأسرار الوجود، وأن ما حل بالبطل التراجيدي يعتبر تطهيراً لنفسه عن الأخطاء التي ارتكبها بدون وعي منه، فبهذا كان المبدأ الخلقي يقضي، وحتى يعود النظام مرة أخرى، لابد من تطهير نفس البطل.
إن التجربة التراجيدية لاتعني أن يدور الإنسان في حلقة مفرغة من النزوع المبهم، إنما يؤكد أن هناك تجاوزاً جدلياً بالفعل للتجربة الراهنة ومفارقة لإخفاقها بشكل ما ويعتمد ذلك على المعاناة، فهي تؤدي مع اكتمالها إلى ذلك بالضرورة. يتضح لنا أن مسرحية (أنتيجونا) تشتمل على صفة جديدة، ففيها وجه الكاتب عنايته الكبرى إلى الشخصية البشرية إلا أن الآلهة قد اقتربت على نحو غامض من سير الحوادث، ولئن خلت أشخاص المسرحية من الكائنات العلوية فلقد أضفى المؤلف على الكائنات البشرية وأعمالهم ضوء الموضوع الأساسي، وهو موضوع ميتافيزيقي في جوهره.
فقد انقلب الصراع بعض الشيء إلى صراع رغبات إنسانية، فـ "أنتيجونا" التي لاتصارع قوى عليا خفية، بل تصارع كريون، فالصراع إذن بين رغبتين إنسانيتين، وذلك مرده إلى طبيعة مسرح سوفوكليس الإنسانية. قد كان ميلر حريصاً كل الحرص على التمكن من عنصر الصنعة في فنه، إذ أن إدراكه لأسرار الصنعة كفيل باستيعاب الاتجاهات الدرامية التي قد تختلف إلى درجة التناقض التام، فهذا التناقض في يد الكاتب الخبير يمكن أن يتحول إلى طاقة درامية حية وخلاقة. كان العنصر التراجيدي في مسرح ارثر ميلر السبب الرئيسي في تجنبه لأخطاء المسرحية الاجتماعية، فهو يدرك بعمق وبموضوعية التناقضات التي تمزق الإنسان المعاصر، وهي ليست تناقضات اجتماعية بمفهوم الواقعية الاشتراكية، لكنها ظواهر نابعة من صراعات وأكثر فاعلية في المجتمع الإنساني ككل وبصفة عامة، وليس الإنسان الفرد إلا أحد ضحاياها. يمتاز ميلر، من ناحية التكنيك، بالتركيب المتماسك، وقد استطاع أن يتغلب على قيود التكنيك الواقعي، فلم يسرد قصة البطل سرداً تاريخياً مطرداً، ,إنما أخذ يطلعنا على حاضره، ثم يعود بنا إلى ماضيه ثم يرجع مرة أخرى إلى حاضره.

DOI

10.21608/jsezu.2015.237651

Keywords

البطل التراجيدي, سوفوكليس, ارثر ميلر, أنتيجون

Authors

First Name

د. محمود

Last Name

سعيد محمد إسماعيل

MiddleName

-

Affiliation

-

Email

-

City

-

Orcid

-

Volume

1

Article Issue

1

Related Issue

34094

Issue Date

2015-01-01

Receive Date

2022-05-17

Publish Date

2015-01-01

Page Start

263

Page End

290

Print ISSN

2356-8690

Link

https://jsezu.journals.ekb.eg/article_237651.html

Detail API

https://jsezu.journals.ekb.eg/service?article_code=237651

Order

237,651

Type

المقالة الأصلية

Type Code

2,139

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة دراسات وبحوث التربية النوعية

Publication Link

https://jsezu.journals.ekb.eg/

MainTitle

-

Details

Type

Article

Created At

23 Jan 2023