تمثل متطلبات التكنيك الجيد التي يجب أن يلم بها كل عازف أو دارس للبيانو أو أي آلة أخرى الأساس فى عزف أى عمل أو تمرين، كما أن وجود أي مشكلات في التكنيك بالنسبة للعازف أو الدارس عادة ما تعوق أداءه العزفي. ويهدف البحث الحالي إلى تعرف أهم المشكلات الخاصة بأداء بعض المهارات التكنيكية من جانب دارسي آلة البيانو بالجامعة. وتضم العينة طلاب الفرقة الثانية بقسم التربية الموسيقية في كلية التربية النوعية جامعة الزقازيق وعددهم 48 طالباً. وتم استخدام البحث المنهج الوصفى، وتمثلت أداة البحث في استمارة استطلاع رأى طلاب الفرقة الثانية عن المشكلات التكنيكية التى تواجههم على آلة البيانو أعدها فريق البحث. وأسفرت النتائج عن تنوع المشكلات العزفية أو التكنيكية التي يواجهها الطلاب حيث بلغت 29 مشكلة أو صعوبة، كما أنها تتبع ترتيباً معيناً وفقاً لتكرارها والنسب المئوية للتكرارت فتتراوح بين مشكلات شكل الأصابع والرسغ واليدين والذراع بنسبة انتشار 89.58% إلى مشكلات البدال بنسبة انتشار 31.25 %. وانتهى البحث إلى أهمية التعرف على مشكلات التكنيك حتى يمكن العمل على تذليلها وتنمية مهارات الطلاب في العزف.
العمل الموسيقى المكتوب عبارة عن مادة صماء قد لاتساوى شيئاً ما لم تخرج إلى الوجود تكنيكياً وتعبيرياً كما أرادها مؤلفها. وهذا يتطلب من العازف الجيد القيام بتدريبات أدائية وفنية عديدة ومختلفة بهدف تحسين مستواه الأدائى على آلة البيانو وهو ما يتم من خلال تذليل الكثير من الصعوبات التى تواجهه وذلك لما يحتاجه العازف من تآزر تام بين الجهاز العضلى والعقلى والعصبى والحالة النفسية. وهذا لن يتم إلا من خلال إلمامه بكل متطلبات التكنيك الجيد والتى تمثل الأساس فى عزف أى عمل أو حتى أى تمرين، فالتكنيك هو مهارة العازف التى يكتسب بها المرونة والسرعة وحرية التحكم فى العضلات المستخدمة فى العزف فهو يخدم كلاً من اليدين، ويزيد من مدى التعاون بينهما، ويساعد على عزف الجمل الموسيقية بفنية ومهارة (2, ص 97) ، كما يجمع بين التوجيه العقلي وقوة العضلات والأعضاء المستخدمة فى الأداء مما يعنى السيطرة التامة على الآلة، وقدرة العازف على التعرف الجيد على أسلوب العمل الموسيقى الذى يؤديه، وإمكانية إنجازه بصورة متكاملة للوصول إلى الأداء الجيد (12, ص2) .
وللتكنيك الجيد العديد من المتطلبات أو المكونات التي يجب أن يلم بها العازف على أي آلة، ويحاول دائماً أن ينميها لكي ينمى مستواه الأدائي، ومن أمثلتها وضع جلوس جسم العازف على مقعد الآلة أثناء العزف، وحركة اليدين والأصابع، والحركات المستخدمة في اللمس، وحركة الرسغ والذراعين إلى جانب أداء التآلفات الثلاثية والرباعية والخماسية، وغيرها، وانقلاباتها، وعزف النغمات المتصلة المزدوجة والمنفصلة، والسلالم الموسيقية المختلفة، والمسافات الهرمونية والبوليفونية، وعزف الأربيجات، والأوكتافات، والحليات (4, ص44).
ويتضح مما سبق أهمية التكنيك باعتباره العصب الأساسى فى العزف لآى دارس والذى يتطلب من الطالب والمعلم تنميته بشكل مستمر ليس باستخدام تمارين التكنيك الأساسية فقط وإنما عزفها بجانب تمارين تكنيكية خاصة بالأعمال والمقطوعات الأخرى مثل السوناتا – المقطوعات الغربية الحرة – وغيرها. كما أن وجود أي مشكله في التكنيك بالنسبة للعازف أو الدارس عادة ما تعوق أداءه العزفي. ولذلك تحاول الدراسة الحالية التعرف على وتحديد بعض المشكلات التكنيكية التي يواجهها الطلاب أثناء العزف على آلة البيانو.