المسرح الكنسي مسرحٌ يقدم فنًّا مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالأفكار والعقائد والأخلاقيات المسيحية المستمدة من القيم المسيحية، كما يعتبر أحد الأنشطة التي تقدم داخل الكنيسة وتحت رعايتها وليست وصايتها، ويعتبر أهم أدوات التربية الكنسية، ويحظى بعناية خاصة من الآباء والكهنة.        لقد استطاع الكاتب ( أشرف عبده) من خلال نصه المسرحي (رحلة راهب) أن يقدم فكرًا دينيًّا مرتبطاً ببنية فلسفية أساسية وهي: ما الحكمة من خلق إبليس؟. فهذه الدراسة النقدية استخدمت فيها الباحثة المنهج الوصفي التحليلي؛وذلك للخوض في أغوار النص، واكتشاف ومعرفة بنيته الدرامية والفلسفية، فكانت مشكلة البحث الأساسية:هل استطاع النص المسرحي (رحلة راهب) للكاتب أشرف عبده أن يعبر عن الاعتقاد الديني للكنيسة المصرية في النظر إلى إبليس؟، كما يهدف البحث إلى ماهية المسرح الكنسي في مصر، ومعرفة صورة الشيطان في الفكر المسيحي، البحث في البنية الفلسفية للنص المسرحي الكنسي، والتعرف على أحد كتاب المسرح الكنسي (أشرف عبده ). وكانت من أهم نتائج البحث أن المسرح الكنسي هو نوع من أنواع المسرح تنطبق عليه جميع فنيات الكتابة المسرحية، وأن اللغة المستخدمة في المسرح الكنسي هي اللغة العامية الدارجة، عناوين نصوص المسرح الكنسي تدل على أنها ذات طابع مسيحي،  نصوص المسرح الكنسي لا تخضع لرقابة المصنفات الفنية. المسرح الكنسي أقرب إلى المسرح التعليمي والتنويري، حيث يقوم بنشر وتبسيط الأفكار الكنسية المستمدة من نصوص الكتاب المقدس. والنص المسرحي الكنسي قادر على توصيل الأفكار العقائدية إلى المتلقي بشكل سليم وحاسم. و توصي الباحثة بعمل ببلوجرافيا شارحة لنصوص المسرح الكنسي في مصر، إنشاء لجنة فنية لمناقشة بعض العروض المتفق عليها بين المسلمين والمسيحيين والتي لا تسبب اختلافات فكرية، ولا عقائدية، بل هي أفكار مفيدة للمجتمع مثل: الوحدة الوطنية، الإخاء والمساواة، وحسن الجوار.