استطاع كتاب "ألف ليلة وليلة" والذي يعد وثيقة فنية وأثرا أدبيا للبيئة الثقافية والموروث الشعبي العربي أن يشغل العديد من العلماء والباحثين
في جميع أنحاء العالم، وأوحى إلى الكثير من الفنانين بأن يتخذوا من مادته وحكاياته خيطا ينسجونه في عدة مجالات، مثل الأدب الروائي للكبار،
الأطفال والناشئين،وفي مجال المسرح، الشعر، السينما، الإذاعة والتليفزيون، كما أنه أتاح الخيال الخصب لمؤلفات موسيقية عالمية، وألوان من فن
التعبير الدرامي الحركي مثل فن الباليه وقد تجلت عظمة تلك الحكايات في باليه "شهرزاد" للمؤلف الموسيقي رمسكي كورساكوف. قامت الباحثة
بتصميم سينوغرافيا باليه " شهرزاد "، والتي تمثلت في دراسات تصميم ستة المناظر وثمانية أزياء باستخدام تقنيات الوسائط الحديثة في تصميم
المناظر للباليه مثل تقنية الكولاچ الرقمي والتي تمثلت في تجميع وتصميم المواد المستوحاة من تصميمات لعناصر من التراث الشعبي العربي
المسقطة ضوئيا على القطع المنظرية وعلى ستارة الخلفية،مع مراعاة المتطلبات الدرامية وخطة الحركة للباليه، وعدد المؤدين في كل مشهد
ومسارات حركتهم، وكذلك تغيير المناظر. كما تم استخدام تقنية الكولاچ الورقي في تنفيذ تصميمات الأزياء للمؤدين بعد عمل دراساتها المبدئية،
لتكون وسيطا غير معتاد في تصميم الأزياء وتمكن من استحداث نمط جديد ومختلف في تصميم الزي المستلهم من التراث الشعبي العربي
والفارسي