يعرف فينفريد نوث Winfried Noth علم الدلالات الرمزية على أنه البناء الحقيقي للمنشأت والمؤسسات وهو علم يستخدم في مجالات كثيرة مثل (علم الجمال، الموسيقى، العمارة، والتصوير الفوتوغرافي، والإعلان والمسرح والأدب .. الخ).^([1])       والشعار علامة لتمييز جماعات أو أفراد، واختص بها الملوك وذوي المكانة المرموقة قديما، ثم اتخذه الفرسان (المقاتلون وأتباعهم في العصور الوسطى) لتمييز بعضهم عن بعض، ويتخذها اليوم الأفراد والجمعيات أو النقابات أو المحافظات أو المنتجات أو التجار ..الخ.^([2])      ولقد استخدم الحرفيون والمنتجون منذ القدم العلامات التجارية والشعارات المرئية لتميز منتجاتهم، فصانع الفخار كان يميز أوانيه بأن يضع بصمة إبهامه على الطين اللين في قاع الإناء أو يتخذ شكلا رمزيا، ومن هنا يتضح أن العلامات الرمزية سبقت العلامات اللفظية بزمن طويل. ومما لا شك فيه أن محاولة تمييز المنتجات قد لعبت دورا فعالا في ذلك، وكان صانع الفخار الجيد يتوقع أيضا أن زبائنه سوف تبحث عنه من خلال العلامة المميزة والخاصة به. وعلى مر العصور كانت العلامات التجارية والشعارات تستخدم أساسا للملوك والأباطرة والحكومــات.