ملخص البحث :
يُعَدُّ التَقَارُبُ المِصْرِيُّ القُبْرُصِيُّ وَاليُونَانِيُّ أَحَدَ أَبْرَزِ العَوَامِلِ المُؤَثِّرَةِ فِي السِّيَاسَةِ الخَارِجِيَّةِ لِدُوَلِ مِنْطَقَةِ حَوْضِ شَرْقِ البَحْرِ المُتَوَسِّطِ, لا سِيَّمَا وَأَنَّهُ أَلْقَى بِظِلَالِهِ عَلَى الخَرِيطَةِ الجِيُوسِيَاسِيَّةِ للْمِنْطَقَةِ . حيْثُ دَفَعَ التَّقَارُبُ الجَانِبَ التُّرْكِيَّ لِإِجْرَاءِ العَدِيدِ مِن التَّغَيُّرَاتِ على السِّيَاسَةِ الخَارِجِيَّةِ تِجَاهِ المِنْطَقَةِ والَّتِي كَانَتْ مَصْحُوبَةً فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ بِاسْتِخْدَامِ القُوَّةِ العَسْكَرِيَّةِ أَوْ التَّلْوِيحِ بِهَا, خَاصَّةً تِجَاه الدُّوَلِ الَّتِي تَمُوجُ بِحَالَةٍ مِن الفَوْضَى نَتِيجَةَ الثَّوَرَاتِ وَالإِضْطِرَابَاتِ السِّيَاسِيَّةِ .
حيث شهِدَتْ المنطقة العديدَ من التغيراتِ الجيوسياسيةِ بعدَ إكتشافِ حقولِ الغازِ, وظهورِ الثرواتِ في البحرِ مما دفعَ دولَ شرقِ المتوسطِ للتقاربِ وإقامةِ إتفاقياتِ لتقنينِ عملياتِ إستخراجِ الغازِ والبترولِ, ولصدِ الإنتهاكاتِ الغيرِ قانونيةِ المتمثلةِ في إستغلالِ المواردِ الّتي لَا حقّ لهَا في المياهِ الإقتصاديةِ الخالصةِ لدولِ حوضِ شرقِ المتوسطِ , وبالتّالي كانَ لعمليةِ التحولاتِ الجيوسياسيةِ بالغُ الأثرِ على بعضِ الدولِ في مناطقِ نفوذِها مثلَ (تركيا) الّتي سعتْ لتغييرِ إستراتيجياتِها السياسيةِ في منطقةِ البحرِ المتوسطِ , في محاولةٍ لتضميدٍ آثارِ التقاربِ الّذِي أثّرَ سلْبَاً على طموحاتِها في تحقيقِ ما يمكنُ من مكاسبِ بناءً على تواجدِها في منطقةِ الاكتشافاتِ البتروليةِ وإكتشافاتِ الغازِ .
الا أنَّ الموقعَ الإستراتيجيَ لتركيا لمْ يمنحْها فرصةً تحقيقِ أهدافِها مقابلَ التوتراتِ التي إفتعلتْها على كافةِ الإتجاهاتِ الإستراتيجيةِ .
الكلمات الدالة : تقارب / حوض شرق البحر المتوسط / قانون البحار / جيوسياسية / صراع الطاقة