سعت هذه الدراسة إلى اختبار تأثيرتقنية الواقع المعزز على عملية اكتساب المعلومات من
المضامين الإخبارية على مستويين, هما: الفهم والتذكر؛ من أجل التعرف ما إذا كان إدخال
تقنية الواقع المعزز والتصميمات الجرافيكية ثلاثية الأبعاد 3D التي توفرها في صناعة الأخبار
والتقارير الخبرية من شأنه أن يعزز الفهم والتذكر لتلك المضامين المقدمة بالقنوات التليفزيونية
الإخبارية, كما سعت الدراسة إلى اختبار تأثير بعض المتغيرات الديموجرافية )كالنوع, والمستوى
الاقتصادي الاجتماعي( على عملية اكتساب المعلومات الواردة بالتقريرين الخبريين محل التجربة.
وتندرج هذه الدراسة ضمن الدراسات شبه التجريبية, حيث اعتمدت على المنهج التجريبي من
خلال تصميم تجريبي طُبق على مجموعتين )تجريبية, وضابطة(, على عينة عمدية متاحة قوامها
) 140 ( مفردة من طلاب الفرقة الرابعة بقسم الإعلام- كلية الآداب- جامعة حلوان, بواقع ) 70 (
طالبًا في المجموعة الواحدة موزعة بين الذكور والإناث ) 24 ذكرًا, 46 أنثى(, وقد روعي عند
اختيارهم أن يكون بناءً على تمثيلهم النسبي وفقًا للعدد الإجمالي لطلبة الفرقة الرابعة, حيث بلغ
مجمل عددهم نحو ) 328 ( طالب وطالبة, بلغت نسبة الإناث نحو 73 %, والذكور نحو 27 %,
وقد راعت الباحثة تلك النسب عند اختيارها لعدد الإناث والذكور حتى تكون نسبة العينة ملائمة
لتمثيلهم النسبي بالقوائم الدراسية, وتعرضت كل مجموعة لتقريرين خبريين )تقرير سياسي جاد,
وتقرير رياضي خفيف( وفقًا للظروف التجريبية المختلفة, لاختبار تأثير المتغير المستقل )تقنية
الواقع المعزز( على المتغير التابع )الفهم والتذكر(, وتم تصميم مقاييس لكل من: الفهم والتذكر
الحر والتذكر المغلق والفهم المغلق.
وتشير نتائج الدراسة في مجملها إلى وجود تأثير إيجابي لتقنية الواقع المعزز على اكتساب
المعلومات المقدمة في التقارير الخبرية محل التجربة على مستوى الفهم والتذكر لدى المبحوثين
عينة الدراسة, أي أن إدخال تقنية الواقع المعزز في صناعة المحتوى الإخباري ساهم في زيادة
معدلات الفهم والتذكر لدى المجموعة التجريبية بشكل يفوق مجموعة المبحوثين الذين تعرضوا
للتقارير الإخبارية المقدمة داخل أستوديو إخباري بسيط غير مدعم بالتقنيات الجرافيكية ثلاثية
الأبعاد الموجودة بتقنية الواقع المعزز, كما توصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائيًا
في معدلات فهم وتذكر التقارير الخبرية وفقًا لمتغير النوع, حيث تفوق الذكورعن الإناث في
معدلات الفهم والتذكر الحر والمغلقين على مستوى التقرير الخبري السياسي والتقرير الرياضي,
كما أثبتت نتائج هذه الدراسة عدم وجود فروق بين معدلات الفهم والتذكر لدى عينة المبحوثين وفقًا
لاختلاف مستواهم الاقتصادي والاجتماعي بالنسبة للتقريرين الخبريين محل التجربة.