تهدف الدراسة الحالية إلى استکشاف أسس ومقومات بينية التخصصات کتوجه أکاديمي وبحثي معاصر، ودورها المأمول في التطوير الإبستمولوجي والمنهجي للبحث التربوي کمجال بيني بطبيعته، حيث يتزايد اللجوء نحو دمج تخصصات متعددة في معالجة قضية بحثية يتعدى مجالها نطاق تخصص واحد, بما يؤدي إلى تطوير المفاهيم والافتراضات النظرية واستيعاب مناهج بحثية متنوعة والتوصل إلى نتائج أکثر عمقًا وملاءمة لسياقات الواقع. وتمثلت مشکلة الدراسة في ضعف الاهتمام بإجراء البحوث البينية في المجال التربوي, بما يؤدي إلى قصور معالجة الکثير من المشکلات الأکاديمية والقضايا المجتمعية التي تحتاج إلى وحدة المعرفة وتکاملها, وتنوع زوايا المنظور المنهجي. واعتمدت الدراسة في معالجتها على المنهج الوصفي, حيث خلصت إلى عدد من الاستنتاجات التي استندت إلى طبيعة المعالجة الإبستمولوجية للبحث التربوي بيني التخصصات, وما يتعلق بمبادئ المعرفة ومصادرها, وأصولها المنطقية, لتشکيل المفاهيم والمصطلحات, وتطور مدلولاتها وقضاياها النظرية ومقارباتها للواقع, وما يرتبط بالميثودولوجيا التي تعبر عن منهجية البحث وتقنياته والمراحل العلمية التي يتم ممارستها وصولاً إلى النتائج, ثم ما يختص بالأکسيولوجيا أو قيم وأخلاقيات البحث, والقواعد المهنية أوما يطلق عليه بالديونتولوجيا. وبنهاية الدراسة, تم تقديم عددًا من التوصيات الداعمة لتبني وممارسة المعالجة بينية التخصصات في البحث التربوي, والتي اشتملت في أهمها ضرورة التوجه نحو تأسيس وتأصيل نموذج فکري ومعرفي جديد وفق مدارس بحثية استيعابية داعمة للمنهجية التعددية ووحدة المعرفة وتکاملها, مع الوعي بتطور إبستمولوجيا التربية والبحث العلمي.