فى ظل معطيات القرن الحادى والعشرين صار الوقت و إدارته من أبرز مؤشرات التقدم والتخلف، فالساعة وليست الآلة هى مفتاح التقدم و ذلك لأن الأمر لم يعد يتعلق بالقدرة على الإنتاج، و استحداث المعدات، واستثمار المواد على كافة الأصعدة، بقدر مايتعلق بالسرعة والمهارة فى القيام بذلك.(محجوب، 2008: 96)
    وتعد كلمتى الإدارة و الوقت كلمتين متلازمتين معا لتصبح إدارة الوقت، فهى لم تأت بشكل عشوائى، فالإدارة بالمفهوم العام عبارة عن عمليات معينة، يراد من خلالها انجاز أعمال بشكل منسق و فعال ومنظم، لتحقيق الأهداف المرسومة بأفضل الوسائل، و أقل التكاليف، ويعتبر عنصر الوقت من الإمكانات المتاحة المنظمة للموارد البشرية أو المادية والتى يفترض أن تستثمر بشكل فعال و كامل، ولا يكفى الإستغلال الجزئى؛ فإدارة الوقت لا تقتصر على الإداريين دون غيرهم، بل الجميع مطالبون بإدارة وقتهم بشكل فعال، بحيث يحقق الشخص من خلال استثمار هذا الوقت أقصى فائدة ممكنة. (مقابلة،2003: 85)
    و اذا ما نظرنا نظرة خاصة إلى المؤسسات التعليمية، نجدها أكثر المؤسسات حاجة إلى إدارة وقتها، ويرجع ذلك إلى أن التدريس عملية تستهلك وقتا كبيرا، وفى المدرسة كعادة الأمور لا يتوفر الوقت الكافى لهذه العملية، فهو من أكثر التحديات التى تواجه الإدارة المدرسية، والمعلمات، والمتعلمين. (مصطفى، 2005: 511)
    ويتضح مما تقدم أن الوقت يمثل التحدى الأساسى الذى يواجه الإدارة المدرسية، ويواجه المعلمة فى إدارتها لصفها وكذلك المتعلم، متمثلا فى استغلال كل منهم لهذا المورد الحاسم وفى محاصرتهم لكل العوامل المسئولة عن هدره وضياعه أو استلابه، وبالتالى يحقق لكل منهم النجاح فى أهدافه، والذى يتحدد بموجبه أيضا مدى هذا النجاح ومستواه، و بأن لهذا الوقت خصائص يتفرد بها سائر مدخلات العملية التربوية، لا بل وأنه الحاكم لهذه الموارد، و بأنه الأندر و الأكثر كلفة، والعنصر الوحيد المتاح للجميع بالتساوى، وبهذا فهو يمثل حالة التحدى بين الجميع.(عربيات،2006: 121)
    لذلك نجد أن الذين ينظرون إلى الوقت بعين الإهتمام هم الذين يعلمون أن الوقت قليل لتحقيق كل ما يريدون، وعلى العكس فإن المرء الذى لا يهتم كثيرا بالإنجازات ينظر إلى الوقت على أنه ذو قيمة قليلة. (الجريس، 2007: 20)
    وفى رياض الأطفال يمثل الوقت أهمية كبيرة فى تمكين المعلمة من إدارتها لصفها إدارة فعالة، وكيفية تنظيمها لعملها مع الأطفال وتنظيم وقت الأطفال كما أنه يرتبط أيضا بتحقيق أهداف رياض الأطفال والتى تختلف من بلد لآخر.