حتى تتحقق الأهداف التي من أجلها تسعى الأمم لإنشاء المتاحف القومية فقد كان لا بد من البحث عن وسائط اتصال تساعد القائمين على المتاحف في أداء مهمتهم التثقيفية في نقل الثقافة التي يتضمنها المتحف ومعروضاته إلى زائريه من الأجيال الجديدة، ومن هنا فقد ظهرت فكرة التربية المتحفية، وهناك العديد من الدراسات السابقة في هذا الشأن والتي تؤكد على أهمية التربية المتحفية، منها دراسة عبير صبحي دياب1999،ماجدة على الحنفي 2003 وهبه حسين طلعت 2004، مروة عبد الرازق 2010، والتي أكدت جميعها على أن التربية المتحفية تلعب دورًا هامًا في ثقافة الطفل المتحفية.
وترجع الباحثة أسباب اختيارها المسرح المتحفي لتنمية الثقافة المتحفية لدى الطفل إلى:
أولاً : ما يتمتع به فن المسرح من قوة تأثير وجذب للمشاهدين ولاسيما الطفل؛ حيث إن المسرح باعتباره وسيطًا محببًا يشغف به الطفل لما يحتوي عليه من أشكال اللعب يمكن أن يساهم في تنمية الثقافة المتحفية خاصة وأن العالم قد التفت "للتعلم من خلال الممارسات الفنية المتعددة حتى يتم تأكيد المعلومة الثقافية من خلال مداخل فنية مختلفة، فلعب المسرح دوراً هامًا كأحد الوسائل الفعالة لإيصال المعلومة الثقافية والفنية للطفل من خلال التفاعل الحقيقي مع المعروضات الفنية بالمتحف حتى يصبح الأثر أكثر فعالية وعمقاً في ذاكرة الطفل، وبناء وعيه الجمالي والثقافي مستخدمًا العديد من التقنيات الفنية المتنوعة".(نبيلة حسن سلام،2013،5)
ثانيًا: أن المتحف يضم مقتنيات متنوعة تاريخية وعلمية وفنية وثقافية وهو ما يسهم في توفير مادة خصبة تسمح بخلق موضوعات ثرية يمكن مسرحتها؛ بحيث تتحول المقتنيات المتحفية كافة إلي عروض نابضة بالحركة والحياة .
ثالثًا: أن المزج بين مقومات فن المسرح وخصوصية المتحف يمكن أن يساهم في خلق علاقة تفاعلية بين المعروضات المجسدة والزائرين وبخاصة الأطفال منهم، وذلك عن طريق استخدام حواس الطفل المختلفة (البصر – الحركة – السمع – اللمس – التذوق الفني ) وقد أشارت العديد من الدراسات السابقة إلى أهمية المسرح المتحفي في إكساب الطفل العديد من المفاهيم والمهارات وتثقيفه متحفيًا، حيث أشارت دراسة كل من 1998)) -Catherine Hughes ودراسة Tessa Bridal (2004) ودراسة Susan Bennett (2013) :ودراسة ماهيناز ماهر وهيب (2012) إلى أنه لا توجد وسيلة أكثر حيوية للتفكير حول معروضات المتحف وجذب الزوار أكثر من استخدام المسرح باعتباره وسيطًا جاذبًا للطفل .
وعلى ضوء ذلك فإنه من خلال عروض مسرحية متحفية, تقدم للأطفال لتثقيفهم متحفيًا؛ يمكن تنمية الوعي بالتراث ,والمفاهيم الحضارية والتاريخية والزمنية والجغرافية, والفنية والأدبية, والجمالية, والعلمية, ومن ثم فإن تلك البحث تكشف إلى أي مدى يمكن الاستفادة من المسرح؛ لتطوير العروض المتحفية وتثقيف الطفل متحفيًا.