وأنماط السلوك والتقاليد وغيرها، ويجعل منها اساسا، لبناء كيان الطفل عقليا ونفسيا ووجدانيا وسلوكيا وبدنيا، ويساهم فى تنمية مداركه، وإطلاق مواهبة الفطرية،  وقدراته  المختلفة، وفق الأصول التربوية، وبذلك ينمو الطفل بصورة صحيحة، تؤهله لأداء الرسالة المنوط بها فى الحياة، على أن يراعى هذا المسرح وضوح الرؤية وقوة الإقناع والمنطق، فالفن عامة والمسرح خاصة، أداة تنشئة الطفولة، التى تعتبر عماد المستقبل.             نعرف أن بدايات المسرح قديما كانت راقصة، أى بالتعبير الجسدى والحركى، كما أن الحركة غريزة مصاحبة لكل كائن حى، حتى قبل مولده، وهو لايزال فى رحم أمه.             والمسرح قد ارتبط فى نشأته القديمة عند اليونان بالممثل، قبل أن يرتبط بالنص، كما أن الطفل فى سنواته الأولى- مرحلة ماقبل المدرسة- يتلقى المعلومات، عن طريق المشاهدة والسماع المباشر، وليس عن طريق وسيط مطبوع، كما يتعرف عليها فى مراحله الدراسية الأولى، بوسيط مطبوع تحتل فيه الصورة مساحة أكبر من الكلام.             وقد وجدت أن هناك نظريات رئيسية وظواهر مسرحية، تقابلها غرائز عند الطفل، فنجد الاندماج والإٌيهام والمحاكاة هى ركائز المسرح القديم، تقابلها غريزة التقليد والمحاكاة عند الطفل، نظرية الدهشة فى المسرح، التى تثير لدى الطفل غريزة حب الاستطلاع والاكتشاف، فالدهشة عنصر أصيل لدى الطفل،  تبعا للغربة الموجودة بينه وبين الكثير من الأفعال  والسلوك والصور الحياتية، وهذا الاغتراب الطبيعى، بين الطفل وبين ماهو خارج عن إدراكه يصيب بالدهشة، فيعمل عقله ويسعى لاكتشافه كما هو الحال فى نظرية التغريب فى المسرح الملحمى، فالدهشة وليدة لحظة  الاكتشاف، بديلا عن الايهام وإثارة المتعة، حتى يتحقق الاقناع ومن ثم التغيير.             ونظرية القسوة ومفرداتها الجسدية والتحطيمية تخلصا من القسوة الناتجة من حالة الكبت، وبديلا عن الدعوة إلى التطهير من عاطفتى الشفقة والخوف، وفق نظرية أرسطو والمسرح القديم. تقابلها عند الطفل مظاهر التخلص من الكبت والنزوع إلى العدوان أو  تحطيم اللعبة تنفيسا عن الكبت، أو رغبة فى كشف ما بداخلها من آثار دهشته.             ونظرية العبث التى تقوم على التداعيات واللاترابط تقابلها التداعيات واللاترابط فى مرحلة سنية مافى عالم الطفل. ومن ثم فإن الكلام عن مسرح الطفل يجب أن ينطلق من فن التمثيل بيد فهو المنوط بتوصيل الرسالة للمتلقي عبر هذه الظواهر المسرحية.