تعد الأسرة أهم وأخطر وسائط التنشئة الاجتماعية وأبعدها أثرا فى إرساء الأساس السليم لبناء شخصية الفرد وتشكيل سلوكه ، فهى المؤسسة الأولى التى تقوم بعملية التطبيع الاجتماعى للطفل وتنشئته وغرس القيم والاتجاهات والسلوكيات الاجتماعية والأخلاقية لديه هذا بالاضافة لما لها من دور فعال فى تعليمه وتثقيفه وتنميته من جميع الجوانب ( ليلى كرم الدين ،2004 ، 486)        وتكتسب الأسرة أهميتها فى هذا الصدد لكونها تبدأ مع الطفل أولى مراحل عملية التنشئة الاجتماعية ، والتى يكون الطفل فيها أكثر استعدادا للتشكيل وقبولا للتكيف لما يتميز به فى هذه المرحلة من مرونة ومطاوعة لا حدود لهما وبصفة عامة ، فان علماء النفس ، والتربية ، والاجتماع ، يجمعون على أهمية وخطورة الدور الذى تلعبه الأسرة فى حياة الفرد بصفة عامة ، وفى مرحلة الطفولة المبكرة بصفة خاصة، استنادا إلى جملة الاعتبارات التالية : - 1- أن مرحلة الطفولة المبكرة ، هى مرحلة أساسية فى حياة اللفرد، وتأثيراتها تمتد بامتداد حياته ، فالخبرات التى يمر بها الطفل فى هذه المرحلة تترك آثارا كبيرة على عملية نموه خلال فترة المراهقة والبلوغ ، بل تنعكس آثارها على شخصيته وتوافقه ، (أو عدم توافقه) النفسي والاجتماعى فى شتي مراحل حياته المستقبلية .  (سهير كامل أحمد، 2000 ، 5 ) 2- أن الصحة النفسية للفرد تعتمد على مدي اشباع حاجاته الأساسية    وكثيرمن مظاهر التكيف أو عدم التكيف التى تظهر فى سلوكه على امتداد حياته ، يمكن ارجاعها إلى اشباع تلك الحاجات أو عدم اشباعها ، والى أساليب المعاملة التى يتلقاها فى مراحل حياته الأولى ، وعن طريق الأسرة يشبع الطفل تلك الحاجات ومن ثم فان الأسرة هى التى تقوم فى هذه المرحلة – مرحلة الطفولة المبكرة – برسم معالم شخصية الفرد حيث تعمل على تحقيق كل مما يلى:  (أبو بكر محمد أحمد،2008 ،3)