تعد مرحلة الطفولة من المراحل المهمة في حياة الفرد والمجتمع باعتبارها مرحلة تكوين وإعداد للطفل، ففيها تغرس البذور الأولي للشخصية وتتشكل العادات والاتجاهات والقيم والسلوك. والأطفال من السهل تشكيلهم ثقافياً واجتماعيا وأخلاقيا باعتبار أن الطفل يحيي كالفضاء الرحب الخالي من الشوائب، يتلقى ممن حوله ثمرات الحياة، وتُزرع في نفسه نوازع الخير أو الشر دون اختيار منه ويستقبل ما يقدم إليه دون تمييز( طارق البكري، 2001، 13)
وتقوم المؤسسات التربوية بدور كبير في إكساب الطفل كثيراً من عادات المجتمع وتقاليده، إدراكاً منها بأهمية مرحلة الطفولة المبكرة ، وتعد وسائل الإعلام من المؤسسات التي تسهم في تربية الطفل وتنشئته. ومن بين وسائل الإعلام المهمة التليفزيون لأنه تفوق علي وسائل الإعلام الأخرى من (سينما – راديو – صحافة ومجلات) في سرعة انتشاره ونجاحه واكتسابه عدد أكبر من المشاهدين يوماً بعد يوم.والتليفزيون له وظيفتان : التعليم،المتعة والتسلية. وقد أوضحت وكالة الاتصالات الفيدرالية(Federal Communication Commission) بأمريكا أن برامج الأطفال التليفزيونية تخدم نمو الطفل من خلال تقديمها لمحتوى يشمل احتياجاتهم المعرفية والعقلية والاجتماعية والانفعالية(Sandral. Calvert, et al,2001, 104) وبالتالي فإن برامج الأطفال التليفزيونية تثرى خبرات الطفل وتزيد معارفه وتنمى مهاراته وبالتالي يجب الاهتمام بها. ولما كان البرنامج الذي يقدم من خلال التليفزيون لا يمكن الحكم عليه من خلال الشكل الذي يقدم به ولكن يمكن الحكم عليه من خلال المضمون والأثر الذي يحدثه في سلوك الطفل وتصرفاته، فإن هناك تناقض كبير بين مضمون ما يقدم من خلال القنوات المحلية وبين مضمون ما يقدم من خلال القنوات الفضائية سواء من حيث استخدام اللغة أم الشخصيات التي تعتمد عليها في تقديمها للبرنامج أم المضمون الذي تبثه في نفوس الأطفال لذلك فإن تقييم هذه البرامج من خلال التعرف على الجوانب والمضامين التربوية التي تتضمنها، سواء كانت جوانب معرفية متمثلة في تزويد الطفل بالمعارف والخبرات والمعلومات، أم جوانب مهارية متمثلة في تنمية وتهذيب الأشياء، أم جوانب وجدانية متمثلة في تهذيب السلوك الأخلاقي لدى الطفل، يعد أمرًا مهمًا بغية تقويم تلك البرامج التليفزيونية الموجه لطفل الروضة.