والتربية الأسرية كميدان دراسي وكمجال عمل مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاحتياجات اليومية للفرد والأسرة والمجتمع ، فعلوم مبدأ التربية الأسرية هي علوم الحياة من غذاء ومسكن وطفولة وعلاقات أسرية وإدارة منزل اقتصاديات أسرة ، يرتبط بحياة كل رجل ، وكل امرأة ، وكل طفل ، وبكل أسرة وبالتالي المجتمع العام . كما أنه يرتبط بكل من يقوم على خدمة الأسرة في كافة المؤسسات والهيئات الانتاجية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والتربوية والإعلامية المختلفة. كما تهتم التربية في تنمية الثروة البشرية من خلال فعالية الدور الذي يقوم في اكتساب الخيرات والمهارات والقدرات اللازمة لرفع مستوى الاداء في جميع مجالات التخصص المرتبطة به . وذلك بالاهتمام بمسايرة التقدم العلمي و التكنولوجي وثورة المعلومات والاتصالات ويربط أهداف ومحتوى وتطبيقات مواد التربية الاسرية باحتياجات المجتمع والبيئة من أجل إعداد خريجين على مستوى عالي من الكفاءة والإنتاجية ، قادرين على التكيف والتعامل الجيد مع متطلبات وتحديات العصر . (زينب حقي, 2006, 7) وفي العقد الأخير من القرن التاسع عشر ( 1899 ) انعقد أول مؤتمر في العالم حول تنظيم تعليم العلوم المنزلية وكان من أبرز توصياته تعميم تعليم التربية الأسرية بالولايات المتحدة في جميع مراحل التعليم من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية وقد تم تطبيق هذه التوصية فوراً ( شمو ، 2006 ، 205 ) ومن ثم فإن محتوى المادة مستمد من العلم ومن واقع حياة الأفراد في المجتمع ليكسبهم مهارات تساعدهم في كيفية التفاعل مع هذا الواقع وتطويرة بأساليب علمية ، ويشكل الجانب التطبيقي والجانب الوجداني جوهر التعلم المستهدف من دراسة تلك المقررات . ولأن واقع حياة الفرد في أي مجتمع يتطلب تلبية احتياجات أساسية مثل ( الحاجة للمأكل – للملبس – للمأوى – للانتماء – لإثبات الذات ) ومن ثم تتطلب تلبية تلك الاحتياجات اكتساب عدد من المهارات العلمية والعملية التي تتلاءم مع المعطيات الحضارية في كل مجتمع ومع متطلبات الفرد الاساسية ، وعلى ذلك فإن محتوى التربية الاسرية يتمايز إلى مجالات ترتبط بالغذاء والتغذية – الملابس والنسيج – المسكت وأدواته وأجهزته وأثاثاته – الطفولة والعلاقات الأسرية – إدارة اقتصاديات وموارد الفرد والأسرة ، ويعتقد البعض أن تلبية تلك المتطلبات يمكن أن يتم بشكل روتيني أو تلقائي ، أو على نحو تقليدي وذلك بتقليد مايفعله الآخرون في ذات الموقف ، ولكن عندما لا تجدي الأساليب الروتينية أو التلقائية أو التقليدية المتبعة في معالجة المواقف التي يتصدى لها الفرد أثناء التفاعل تتضح لديه أهمية تعلم المهارات اللازمة لتلبية تلك المتطلبات بما يتفق مع طبيعة العصر وواقع الحياة في المجتمع ، فهي مهارات أساسية ولازمة للأفراد على اختلافهم ويمكن اكتسابها من خلال مناهج التربية الأسرية بمجالاته .