لقد أحدثت الأزمة الدولية المتمثلة في ظهور"فيروس کورونا" عدة اضطرابات سياسية على المستوى الدولي, وقبل الحديث عن تلک الاضطرابات نوضح أن فيروس کورونا يتجسد في فيروس يبلغ حجمه 0.85 أوتوجرام, ويُعد إحدى سلالات فيروس سارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) الذي ظهر عام 2002/ 2003[1], ويهدد فيروس کورونا ما يقرب من 7 مليار إنسان بالعالم, إذ أن له آثاراً شتى في جميع المجالات التنموية بالمجتمع, کالمجال الصحي, وکذلک المجال الصناعي والزراعي والتجاري, وقطاع التعليم, والسياحة, ومن ثم التأثير على الاقتصاد القومي, والتنمية الاقتصادية, وذلک على المستوى الداخلي والدولي, حيث تحول هذا المرض بالظهور في سوق للمأکولات البحرية بمدينة "ووهان" الصينية إلى مرحلة "التفشي" Outbreak, وهى الزيادة الحادة في الانتشار في منطقة أو عدد من السکان المحدود نسبياً, ثم وصل إلى مرحلة "الوباء" Epidemic, بمعنى الزيادة الحادة التي تغطي مساحة أکبر أو عدد أکبر من السکان داخل قارة واحدة, وسرعان ما تحول إلى "جائحة" Pandemic, وهي الزيادة الحادة في المرض التي تضرب عدة بلدان مختلفة في عدة قارات[2], وعُرفت تلک الجائحة باسم (کوفيد -19), لذا يمثل فيروس کورونا أزمة عالمية أدت إلى اضطرابات سياسية دولية, نظراً لاتساع نطاقها الجغرافي والموضوعي دون حدود, حيث تخطت آثارها للحدود الإقليمية, مما يستوجب نهوض الدول جميعاً وتکاتفها دولياً وسياسياً واقتصادياً لمواجهة تلک الأزمة.
[1] د. محمود عمر محمود, المسئولية الجنائية الناشئة عن نقل عدوى فيروس کورونا المستجد (COVID – 19), بدون دار نشر, 2020, ص 2. [2] Deutsche Welle ,German report on the Coronavirus based on WHO reports, Available at the following link:- http://www.p.dw.com/p/3zygb.visit on 22/5/2020.