برز في السنوات الأخيرة اهتمام كبير للباحثين في المجالات التربوية والنفسية والاجتماعية بموضوع الذكاء الوجداني وتحليل الدور الذي يلعبه الوجدان في حياة الإنسان، وقد حظى هذا الموضوع بالقسط الأكبر من هذا الاهتمام باعتباره متغيراً له أهمية كبيرة وأثر واسع في سلوك الأفراد، ونجاحهم في كافة المناحي الشخصية والاجتماعية والمهنية والتعليمية.    فالذكاء الوجداني يشمل حدساً وبديهة ومميزات وحماس وطموح يتميز به الفرد، ومهارات في إدارة العلاقات مع الآخرين وتكوين الصلات والعلاقات، كذلك دوره الإيجابي في الحفاظ على صحة الفرد النفسية والجسمية في جميع مراحل حياته المختلفة بدءاً من مرحلة الطفولة المبكرة والتي ترسي إلى حد بعيد الدعائم الرئيسية التي يقوم عليها تطور نمو شخصية الطفل، إذ أن النجاح لا يتوقف فقط على الذكاء العقلي بل على الذكاء الوجداني أيضاً.    لذا ستحاول هذه الورقة التطرق لمفهوم الذكاء الوجداني، وذلك بتحديد مفهومه وأبعاده وأهميته وتطبيقاته المتعددة.