الحمد للهِ ربِ العالمينْ، والصلاةُ والسلامُ على إمام المرسلينَ؛ نَبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابهِ الطاهرين وَبَعْد:
وبعد أنْ يسر الله عليَّ إتمام هذه البحث؛ أحمد الله أولاً وآخراً على ذلک وأسألهُ العفو والمغفرة؛ إن حصل مني خطأ أو تقصير، وأرجو أن أکون قد وفقت في بيان الفتوى، وأثرها في توحيد المسلمين وألخص أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذهِ النقاط المختصرة، وهي کما يأتي:
أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال والوسطية منهج بارز في أحکامـه, وهو يؤکد على أمة اجابة الالتزام بهدي الکتاب والسنة, وهي معيار الوسـطية, فمن التزم بهما فقد سلک مسلک الوسط.
على المفتي الالتزام في فتاواه بمنهج الوسط والاعتـدال للمحافظـة عـلى وسطية ّ الأمة في دينها َّ وهوية مجتمعها المسلم, ورسوخ الأمن فيه واطمئنان أفراده والتزامهم بأحکام الشرع.
تقود الفتيا المنضبطة بضوابط الإسلام ومنهجه السليم الى التآزر والتلاحم بين افراد المجتمع.
للفتيا آثارها المباشرة على الأمة أفراداً وجماعات ودولاً، کما أن لها أعظم الأثر على المفتين أنفسهم، فهي تقوي ظهورهم، وتشحذ عزمهم وتقـوي فيهم جانب الانتصاب للأمة عن طريق القدوة، وتوظيف الفُتيـا لخدمـة قضايا الأمة، وهو أمر يعقب النصر والتمکين والوحدة لهذا الدين.
تحرم الفُتيا على المفتي الماجن الذي يفتي بالهوى والتشهي، وعلى مـن لم يتأهل لها؛ ويحرم الإفتاء بتتبع الحيل المحرمة، والإفتاء بالرشاوى ونحو ذلک.
يعتمد المفتي في فتياه على نصوص الکتاب والسنة، ويقدمها علـى مـا سواها، ولو خالفت مذهبه، والسنة حجة بنفسها، وأخبار الآحاد حجة لا فرق بين إفادة العلم أو العمل، وعلى هذا مضى عهد السلف.