يستهدف المبحث التالي تناول المساعدات الخارجية کأداة من أدوات السياسة الخارجية، وشرح تعريف ودوافع وأهداف المساعدات الخارجية، وشرح مصادر المساعدات الخارجية، وأشکال المساعدات الخارجية ومساوئ الاعتماد المفرط عليها. وتبين أنه يمکن تعريف المساعدات الخارجية  بأنها المساعدات الاقتصادية والخيرية والعسکرية والسياسية، أما المساعدات الاقتصادية، فهي تلک المساعدات التي تقدم من الدول الغنية للعالم الفقير لدعم النمو الاقتصادي واستکمال برامج التنمية الاقتصادية، وتتضمن المساعدات الخيرية تلک المساعدات التي تقدم للدول الفقير لعلاج الفقر والجوع والبؤس واليأس، بينما المساعدات العسکرية تضمن کافة الجهود التي تقدم للدول النامية للحفاظ علي الامن والاستقرار ومنع ونشوب الصراعات الدولية، وتدعيم نفوذ الدول المانحة في تلک البلدان من خلال الحفاظ علي الانظمة السياسية القائمة، کما أن الحرب ضد الارهاب أصبح جزء من برامج المساعدات الخارجية، لا سيما بعد ادارک الدول المانحة أهمية التعاون الدولي من أجل محاربة الارهاب، لا سيما وأن انتشار الفقر في تلک البلدان الفقيرة يسهم في نمو الفکر المتطرف والارهاب الذي يؤثر علي الامن والسلامة الدوليين. کما تبين ان  مصادر المساعدات الخارجية قد تکون المساعدة الإنمائية الرسمية إما ثنائية بين الحکومات وبعضها البعض، أو متعددة الأطراف عندما تمر عبر منظمة دولية، مثل البنک الدولي صندوق النقد الدولي أو المفوضية الأوروبية، وقد تأتي من مصادر خاصة. وان أشکال المساعدات الخارجية ومساوئ الاعتماد المفرط عليها وهي، مساعدات لدعم الاصلاح الاقتصادي، مساعدات تقدم لتطوير البنية التحتية والصناعية، قد تقدم المساعدات الخارجية للبلدان النامية في صورة دعم وتطوير القطاع الزراعي والسياحة، مساعدات تطوير الخدمات الاجتماعية والتکنولوجية، المساعدات الإنسانية. کما وضح مساوئ الاعتماد المفرط على المساعدات الخارجية، فعلي الرغم من أهمية المساعدات الخارجية کمصدر لتمويل برامج التنمية الاقتصادية، وتعويض العجز في المدخرات المحلية، إلا أن هناک العديد من المساوئ عند الاعتماد المفرط على المساعدات الخارجية ومنها، عدم کفاية المساعدات الخارجية وتقلبها، الحلقة المفرغة للديون، تقييد المساعدات، بيروقراطية المساعدات والتشرذم.