تشير الدراسات والمسوح المتعددة ان هناك اختلافات بين الخصوبة فى المناطق الجغرافية المختلفة، حيث اتضح منها أن خصوبة ريف الوجه القبلي أعلى بدرجة معنوية من مثيلاتها فى المناطق الجغرافية الاخري ، وبدرجة قد تکون أعلى من متوسط الخصوبة على المستوى الإجمالي وعليه فإن التعامل مع الخصوبة من منطلق الخصوبة الکلية فى المجتمع يعتبر إهداراً للجهود المبذولة من قبل مخططي اومنفذي السياسات السکانية، وعليه لابد من النظر إلى الخصوبة ومحاولة الحد من معدلاتها المرتفعة کلا حسب المنطقة الجغرافية ، بمعنى ان المناطق الجغرافية التى وصلت إلى معدل الخصوبة المأمول يکفينا التعامل معها للحفاظ على مستوى الخصوبة عند هذا الحد بينما يتطلب الأمر إلى بذل الجهد الذى سوف کان يبذل فى تلک المناطق على المناطق التى يکون معدلات الخصوبة بها اعلى من المعدل المأمول ، وبالتالى فإن ترشيد الجهود يعتبر عامل هام فى الوصل للخصوبة الى الحد المأمول ومن هنا يثار تساؤل هام عن ما هى العوامل التى تجعل الخصوبة فى منطقة ما أعلى من مثيلاتها فى المناطق الاخرى ، وعلى ذلک سوف يتم التعرف على العوامل والمتغيرات المؤثرة فى الخصوبة ، على ان يکون فى العتبار ان الخصوبة المقصودة فى هذا المجال هى خصوبة السيدات فى فئة العمر(45-49 سنة) متمثلة فى عدد الاطفال السابق إنجابهم لهولاء السيدات وهو ما يعبر عنه بالخصوبة المکتملة التراکمية (مجازاً مرتبة الامومة parity) ، وبالتعرف على توزيع سيدات تلك الفئة حسب المناطق الجغرافية المختلفة من خلال المسح الديموجرافي الصحي لمصر عام 2000 تبين ان إجمالي الفئة يبلغ 2288 سيدة 24% فى المحافظات الحضرية ، 12% بحضر الوجه البحري ، 25% بريف الوجه البحري ، 13% بحضر الوجه القبلي، 21% بريف الوجه القبلي، 5% بمحافظات الحدود، ويمکن ان نوضح الأختلافات بين خصوبة السيدة (متوسط عدد الأطفال السابق إنجابهم طوال فترة حياتها الإنجابية شريطة ان تکون مرت بنفس معدلات الخصوبة العمرية المبينة) بينما تشير الخصوبة المکتملة (parity) الى متوسط عدد الاطفال التى انجبتهم السيدة کنتيجة لخصوبة سابقة منذ بداية مرحلة الإنجاب وحتى نهايتها.  أنه بدراسة تباينات تأثير العوامل السابقة على الخصوبة في المناطق الجغرافية المختلفة فقد تبين أن ليس هناك تباينات في أهمية العوامل الديموجرافية كمؤثر يأتي في المرتبة الأولي في جميع المناطق الجغرافية على السواء، ويأتي في المرتبة الثانية العوامل الاجتماعية ثم العوامل الاقتصادية وأخيراً العامل الصحي، وبالتعرف علي تأثيرات العوامل المختلفة علي الخصوية للمناطق الجغرافية فقد تبين وجود ارتباط بين ترتيب العوامل المؤثرة في الخصوية بين كل من حضر قبلي والمحافظات الحضرية، ريف وحضر بحري وأيضاً محافظات الحدود وحضر بحري كذلك بين ريف وحضر قبلي .