ان مشکلة التوازن بين النمو السکاني والنمو الاقتصادي فى الوقت الراهن التحدي الرئيسي امام العديد من البلدان النامية وان مراجعة السياسات السکانية والاقتصادية والاجتماعية الحالية فى هذه البلدان وإدخال الإصلاحات بما يضمن تبني سياسات فاعلة من شأنها تصحيح الاختلال المشاهد بين النمو السکاني العالي والنمو الاقتصادي الضعيف تعتبر ضمن الأولويات فى خطط التنمية الإقتصادية والإجتماعية. إن اليمن لا زالت فى مقدمة الدول النامية التى تعاني من مشکلة اختلال التوازن بين معدل النمو السکاني العالي ومعدل النمو الاقتصادي المتواضع. وهذه الإشکالية اصبحت مصدر قلق متزايد لما تنطوي عليه من انعکاسات اجتماعية واقتصادية کبيرة على کيان الوحدات الاجتماعية المکونة للبناء الاجتماعي للمجتمع اليمني الذى اصبح يعاني من صعوبات فى تلبية وإشباع الإحتياجات المتنامية للسکان. أن النمو السکاني المطرد (3%) يشکل أحدالتحديات الرئيسية امام جهود التنمية لتحقيق نمو اقتصادي فعال قادر على تخفيض مستويات الفقر والبطالة وبالتالى تحسين المستوى المعيشي للسکان. ومع زيادة النمو السکاني الذى اصبح مؤخراً يفوق النمو الإقتصادي. فإن الدخل المنتج يجب ان يوزع على اعداد کبيرة من السکان الأمر الذى يؤدي إلى تناقص وتدهور المستوى المعيشي لأعداد متزيادة من السکان, وإرتفاع معدلات الإعالة الاقتصادية وبالتالي زيادة الإستهلاک وتناقص الموارد المتاحة والإدخار. تهدف هذه الدراسة الى تحليل اتجاهات النمو السکاني والنمو الاقتصادي فى اليمن والتعرف على انعکاسات النمو الاقتصادي على وضع الفقر والمستوى المعيشي للسکان. کما تهدف الى التعرف على نمط التحول الديمغرافي وتأثيره على النمو الإقتصادي والتمنية المستدامة.