يعتبر زواج القاصرات من الظواهر الاجتماعية القديمة التى وجدت إنتشاراً فى الثقافة العربية عامة والمصرية خاصة, کما کانت ظاهرة شائعة فى کافة الاوساط الاجتماعية, ويکشف تحليل العلاقة التاريخية بين تعليم وعمل وزواج المرأة, عن غياب حقوق المرأة لإعتبارات اخلاقية وثقافية, إرتبطت بالنظرة الدونية والادوار الانجابية, ورغم المکا سب التى حصلت عليها المرأة وساهمت فى تقليل الفجوة النوعية الى حد ما,الا أن الحرمان من التعليم والزواج قبل الاوان, لازال سائداً بين معظم الاسر الفقيرة سواء الحضرية أوالريفية.
ولقد بينت دراسات عديدة إن هناک فجوة عمرية واسعة بين الاناث وأزواجهن , وهذه الفجوة تخلق علاقات قوة غير متساوية, حيث يسيطر الزوج کليةً على العلاقة الزوجية وإتخاذ القرار, ومن ثم لاتکن قادرات على إستخدام تنظيم الاسرة والتخطيط لأسرهن, وهناک إتفاق عام على ان الزواج المبکر يؤدى الى الانجاب المبکر, ويؤثر سلباً adversely affect على التنمية والحد من الفقر, ولقد أدى ذلک الى تنامى الوعى الدولى والمحلى الان بضرورة الحاجة الى حماية حقوق الصغار وخاصة الاناث, وترجم هذا الاهتمام فى تبنى الحکومات عام2000 أهداف الألفية للتنمية,وفى عقد الاتفاقيات الدولية حول الطفل وقضايا المساواة, فضلاً عن إتخاذ بعض الاجراءات التى تسهم فى تأخيرسن الزواج, من خلال تمکين الاناث للوصول الى المصادر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, التى تعد ضرورية لخفض عدم المساواة القائم على أساس النوع بين الزوجات وأزواجهن(FMRWG,2003), وخاصة المصادر التى تکفل زيادة معدلات التعليم بين الاناث التى تنتمين الى الاسر الفقيرة. ذلک ان أمية المتزوجات تعد من أهم التحديات الديموجرافية,حيث تساهم فى إرتفاع معدلات المواليد وصعوبة الوصول الى مستوى الاحلال المطلوب فى مصر عام2017. کما تمثل ايضاً أصل التحديات المؤدية الى إستدامة الانجاب المرتفع بين الفقراء, بل وإستدامة الفقر ذاته بين أجيال الاسر الفقيرة .