الجريمة تعتبر من أهم منغصات المجتمع منذ فجر التاريخ الإنساني وستظل ما بقي المجتمع عاملا من عوامل الهدم فيه ، ولاسيما أن يکون مرتکب الجريمة هي المرأة التي تمثل نصف المجتمع والعمود الفقري لبناء الأسرة والمجتمع. وتشير الإحصاءات الخاصة بجرائم النساء في ليبيا أنها لم تشذ عن الحد المتعارف عليه ، فقد کانت في عام 1998 تمثل 692 حاله ، بينما في عام 2007 بلغت 670 حالة ، ويدل ذلک علي أن جرائم المرأة الليبية بقيت محافظة علي معدلاتها بين الانخفاض والارتفاع الطفيف ، وبسبب أن نسبة جرائم المرأة مثل
القتل والرشوة والاختلاس والتزوير لا تمثل سوي نسب ضئيلة جدا من الإجمالي العام للجريمة ، فقد تم الترکيز على الجرائم ضد الحرية والعرض والأخلاق ، وهذا ما أکدت عليه المقابلة الميدانية التي تم إجراؤها في سجن النساء بطرابلس ، والتي تبين من خلالها أن أغلبية السجينات محکوما عليهن بجرائم خاصة بالعرض والأخلاق ، وان العود لمثل هذا النوع من الجرائم يصل إلي ما نسبته 33% تقريبا.