تعد دراسة التركيب العمري عنصراً مهماً لمتابعة التغيرات التي تطرأ على المجموعات السكانية المختلفة، والتي ترتبط بالخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية، حيث أن لكل مجموعة سكانية خصائص متباينة من حيث العمر تترتب عليها انعكاسات اجتماعية وديموغرافية وثقافية واقتصادية. كما أن دراسة التركيب العمرى على قدر كبير من الأهمية في دراسة السكان، حيث إنها توضح الملامح الديموغرافية للمجتمع وتحدد الفئات المنتجة فيه والتي يقع على عاتقها عبء إعالة باقى الأفراد، كما يعد التركيب العمرى هو نتاج العوامل المؤثرة في النمو السكانى من مواليد ووفيات وهجرة والتي لا يمكن اعتبار أحدها مستقلًا كليًا عن الآخر بل يؤدى أى تغير في أحد هذه العوامل إلى التأثير في العاملين الآخرين، وبذلك فإن دراسة التركيب العمرى تساعد على فهم دور هذه العوامل في النمو واتجاهها، وما يرتبط بذلك من دراسة الحالة المدنية والنشاط الاقتصادى والتعليمى.

ويهدف البحث إلى دراسة التركيب العمري وتباينه المكاني لسكان جمهورية تونس، وذلك لتحديد ما تمتلكه الدولة من قوة بشرية يمكن الاستفادة منها في مجال التخطيط المستقبلي للدولة، كما توضح الدراسة مدى الاختلافات والتباينات المكانية لتوزيع السكان حسب فئات العمر على مستوى الجمهورية والولايات التونسية وإظهار الولايات التي تتميز بتوفر الخدمات والتي جعلتها تجذب إليها السكان في الفئات الوسطى. حيث تم دراسة تقييم بيانات العمر للتعرف على الأخطاء الموجودة في بيانات العمر ودراسة السكان حسب الفئات العمرية العريضة على مستوى الجمهورية والولايات التونسية.