الملخص:

تعد كارثة المجاعة واحدة من التجارب الإنسانية القاسية التى عانت وتعانى منها القارة الأفريقية , حتى أنها اتخذت فيها طابع الداء المستوطن, وقد كانت أثيوبيا واحدة من هذه الدول التى تعرضت لموجات جفاف متكررة خاصة فى المناطق الشمالية أدت الى حدوث واحدة من أكثر المجاعات تدميراً خلال ثمانينيا القرن العشرين وتحديداً فى الفترة (1983-1985), خلفت ورائها مائتى ألف ومليون وفاة وأربعمائة ألف لاجئ وخمسمائة ألف ومليونى مشرد, ولذا يهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء عليها والكشف عن أهم الأسباب التى ساهمت جنباً إلى جنب مع الجفاف فى وقوعها, كما عالج البحث الإجراءات التى اتخذتها الحكومة الأثيوبية لمواجهة الأزمة, ويأتى فى مقدمتها برنامج "إعادة التوطين" الذى هدف الى نقل المنكوبين من المناطق الشمالية إلى مناطق ذات التربة الخصبة والأمطار الغزيرة, وقد تعرض هذا البرنامج للانتقاد الشديد من قبل الدول الغربية التى وصفته بأنه عملية "تهجير قسرى" للمواطنين, هذا إلى جانب الحديث عن حجم المساعدات الغذائية التى قدمتها الدول المانحة لأثيوبيا, فى محاولة منها لإنقاذ حياة الملايين من المواطنين الأثيوبين , كذلك الحديث عن آثار هذه المجاعة على المجتمع الأثيوبى.