"البوليفينية" في رواية "كسر الإيقاع" للكاتب "يوسف نبيل "

يدرس البحث آليات تعدد الأصوات في رواية "كسر الإيقاع" للكاتب المصري يوسف نبيل، فقد خرجت الرواية على نموذج الراوي العليم ،فاعتمدت في بنيتها على تعدد الرواة، وكان لكل راو صوته و وظيفته داخل البنية الروائية، فهناك الراوي العليم، والراوي الذاتي "يوسف صالح"الذي قدم بصوته تجربته الاعترافية، والراوي الانفعالي الذي استخدم الضمير"أنت" في إسقاط انفعال الغضب و المواجهة و الكشف و الإدانة على القارئ،ودفعه لمشاركة الشخصيات في انفعالها و أزمتها، كما اعتمدت الرواية في تعددها الصوتي على الحوار الإبداعي في وعي المؤلف بين علمين من أعلام الكتابة الإبداعية أولهما تربى على إبداعه "يوسف نبيل" وهو نجيب محفوظ ، والآخر تأثر به جماليا عبر دراسته و ترجمته لأعماله وهو "دوستويفسكي" ، فقد أخذ من الأول فكرة العيش في واقع قاهر و محبط يسحق فيه القوى الضعيف (السلطة و الشعب المحكوم)، و أخذ من الثاني التقنيات الكتابية، وجعل النص صفحة تتحاور عليها الأصوات و الرؤى ، فلا يستبد أحدها بالنص، ولكن تتجاور هذه الأصوات معلنة عن نغمتها الخاصة ، فيتحول النص إلى سيمفونية تتوحد فيها الأصوات و تتجانس في عزف خاص يوحد بين المتناقضات .