الملخص:
کان من عطاء البيئة المصرية وتأثيرها الکبير على الإنتاج الفنى للفنان فى مصر القديمة الالوان التى استعملها فى أعماله الفنية وأحد جوانب ابداعاته. فقد خلقت البيئة فى مصر على مر مراحل حضارتها القديمة ابداعات صناعة الوانها واستخداماتها، فاصبح الفنان عبقريا ليس بالنسبة لوصوله الى الوانه التى بقيت عبر الاف السنين بجمالها ولکن کذلک بالنسبة لطريقة وضعها على الحوائط ودلالاتها، لتشکل کل هذه الجوانب جوانب مهمة للتعبير عن قدرة الفنان المصرى القديم فى تنفيذه أعماله الفنية المهمة.
وکانت دراسة الالوان موضعا لاهتمام العلماء، وقدمت المقابر رقم 56و 80 و104 فى طيبة التى تعود لعصر الملک امنوفيس الثانى نتائج مهمة ساعدت على التعرف على ترکيب الالوان واستعمالها.
وطبقا لما تقدم تتضح أهمية التعرف على أثر البيئة المصرية على حياة الفنان المصرى القديم فى استعماله لالوانه وحقيقة ترکيبها، وهو موضوع اهتم به العلماء بحثا عن سبب نضرة الألوان وبهاؤها فى تصاوير المقابر المصرية القديمة ونقوشها، ومع أهمية ما کتبوه عن هذا، تبقى دراسات الالوان التى اجراها العالم الأستاذ الدکتور عبدالغفار شديد تشکل مرحلة بارزة ومهمة بينها على ضوء ما کتبه عن مقابر طيبة رقم 56و 80 و104.