کانت الآلهة فى نظر الإنسان تأکل، تشرب، تتزوج، تنجب، تحب، تتصارع، تنهزم، تنتصر مثله. ولذلک تعتبر الآلهة تجسيدًا لواقع الحياة البشرية، وأن کل ما يطرأ على المجتمع البشري من تطورات في جوانبه الدينية والسياسية والاجتماعية ينعکس ذلک بدوره على النظام الإلهى القائم، فمکانة الآلهة وأهميتها، وتغير نوع جنسها، وعلاقتها ببعضها تتغير تبعًا لهذه التطورات.  ومن هنا نجد أن بعض الآلهة اتخذت ازدواجية جنسية أثناء عبادتها في المجتمع الحيثي؛ نتيجة لأسباب دينية وتطورات في الجوانب السياسية، والاجتماعية لهذا المجتمع، ولهذا يهدف البحث إلى إلقاء الضوء على هذه الآلهة، والترکيز على الأسباب التى أدت إلى ازدواجية جنسها، بالإضافة إلى الأسباب التي أدت إلى تغير نوع جنس بعضها. وقد يکون التغير ليس في نوع الجنس والسمات الخاصة بالإله؛ ولکن قد يکون التغير في الدور نفسه الذي يقوم به، فقد يتغير دور بعض الإلهات وتتخذ الدور القيادى الذي يجسده ويمثله الجنس الآخر وهو مايتم تحليله في هذا البحث.