اعتقد المصرى القديم فى أن بعض المواد لها قوة خاصة وخفية کامنة فيها وکذالک لها بعض التأثيرات السحرية التى تنعکس على حاملها .
وبالنسبة للمواد التى کانت تستخدم فى صناعة التمائم فقد اختلفت وتطورت عبر العصور المختلفة ، فنجد انها کانت تصنع فى عصر ما قبل الأسرات من العاج وهذا الذى عثر عليه فى مقابر نقادة الثانية ، وايضا من عظام أنياب الخنزير البرى وعظام الموتى کذلک کما يظهر فى مقابر مرمدة بنى سلامة. کما کان للمادة التى تتألف منها التمائم تأثير کبير فنجد معدن الذهب يرمز للبقاء وهو سلطان المعادن وأصله من شعاع الشمس وهو معدن متجمد وکان يصنع منه ايضا تماثيل المعبودات والملوک والعقود والأساور والأسلحة.
کما کان ايضا للألوان تأثيرها على التمائم فمثلاً عمود صغير أخضر اللون يضمن الشباب لحامله إذا کان مصنوعاً من الطين المطلى بالمينا الخضراء واللون الأخضر ينبعث منه البهاء وايضا کان اللون الذهبى يعطى لحامله طول الحياة واللون الأبيض يکفل الخلاص.
و منذ اقدم العصور عرف المصرى القديم فن الصياغة بحيث اعتبرت النماذج التى تم العثور عليها کانت من العظم والأحجار والعاج وغيرها من المواد البسيطة والمتاحة فى البيئة هى الأساس الذى اعتمد عليه الصائغ المصرى القديم.
وکانت التمائم لها أهمية دينية وسحرية الى جانب الناحية التزينية ولم يکن استخدمها قاصرا فقط على النساء بل کان الرجال ايضا يرتدونها وکانت تصنع من مواد بسيطة فى الطبيعة من الأصداف والأحجار وغيرها الى ان تطورت بعد ذلک واستخدم المعادن والاحجار.
ونستدل من تفوق المصرى القديم فى صناعة الحلى على براعته فى استخدام المعادن المختلفة فى هذه الصناعة ونخص بالذکر صناعة الذهب وطرقه ولحامه و تشکيله مما يجعل المعاصرين من الصياغ يذهلون مما قد وصل اليه اجدادهم الذين سبقوهم بآلاف السنين.