يعد التوحد من الاضطرابات النمائية المعقدة التى تظهر في مرحلة مبکرة من عمر الطفل، وتستمر مدى الحياة، حيث يظهر معظم أطفال التوحد علامات تدل على ذلک الاضطراب في عمر (2) الى (3) سنوات، وغالباً ما يصفهم آباؤهم بأنهم مختلفون عن الاطفال الاخرين، وأنهم انطوائيون ومنعزلون، ويظهرون اهتماماً قليلاً بالآخرين. وتهدف الدراسة الحالية الى محاولة التعرف على الاتجاهات العالمية المعاصرة فى تناول مفهوم التوحد، والخصائص العامة المميزة لأطفال التوحد، وتقييم وتشخيص التوحد، والبرامج التربوية والعلاجية الملائمة لأطفال التوحد والتى يمکن الاستفادة منها فى دعم ورعاية أطفال التوحد، وخفض مشکلاتهم وتحسين مستواهم، سواء تم ذلک فى المنزل أو فى مؤسسات ومراکز التربية الخاصة، أو بالتعاون بين الأسرة والقائمين على رعاية الطفل التوحدى فى المؤسسات المعنية. وقد تناول الباحثان فى الدراسة مفهوم التوحد والتطور التاريخى له، وخصائص الطفل التوحدى متمثلة فى الخصائص: الاجتماعية، اللغوية، الحرکية، المعرفية، الاهتمامات والأنشطة. والتحدث عن أساليب وأدوات التشخيص المتنوعة للتعرف على الطفل التوحدى، وعرض لأهم البرامج التربوية، العلاج الطبى، برامج التواصل الإثرائى والبديل، برامج التدخل المبنية على الاتجاه الفسيولوجي، وبرامج تحسين المهارات الاجتماعية. وأخيراً قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات التربوية لمؤسسات ومراکز التربية الخاصة المعنية بالتوحد وأولياء الأمور، بهدف الاستفادة منها فى دعم ورعاية أطفالهم.