هدفت هذه الدراسة إلى تحقيق هدفٍ رئيسيٍّ عامٍّ مؤداه الوقوف على بعض مسببات اضطراب شِدّة ما بعد الصَّدْمة الذي يطال تَطَوُّر الأطفال إِثْر خلق تأثير الصَّدْمة وجماليات العنف المُتَّاح ضمن أُطُر إعلامية، کما تهدف الدراسة- أيضاً- إلى تتبع کفاءة الدعم والمساندة الموجهة لاحتواء صَّدْمات الطفولة وتلافي الأثار السلبية الناجمة عنها؛ وفقاً لإمکانات وتوجهات عينة عشوائية قوامها (200) آباً وأم من أولياء أمور الأطفال المرحلة العمرية من (3- 7) سنوات، وُزِعت عليهم استبانة مغلقة مکونة من (56) فقرةً، موزعة على خمسة أبعاد تلبي أهداف الدراسة وتساؤلاتها العامة. وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها: تواضع درجة إدراک أولياء الأمور للأثر وردود الفعل لدى الأطفال أثناء وبعد الصَّدْمة، کما کشفت النتائج عن قناعة أفراد العينة بضعف ما لديهم من تقدير معرفي دقيق للمنبهات الصدمية وإدراک أنواعها وتقييمها تقييماً واقعياً وصحيحاً ومناسباً؛ وتقدير أضرارها المحتملة لدى أطفالهم.   وأظهرت النتائج أيضاً تزايد درجة اعتقاد أفراد العينة بأن صناعة الإعلام في العالم العربي تُعد أحد مصادر القوة إزاء تأطير الأحداث أو الصدمات شديدة الوقع بين صفوف الجمهور المشاهد منه والمستمع والمردد، کما أفادت النتائج أيضاً بأن الخصائص الديموجرافية للمبحوثين (کالنوع والعمر والمستوى التعليمي والحالة المهنية) لم تؤثر بدورها على قناعتهم الذاتية أو معلوماتهم السابقة بشأن التداعيات المترتبة على خلق الصورة الصدمية التي ينتهجها الإعلام ويکرّسها کعنصر أساسي للتأثير على المتلقي، وانتهت الدراسة بتقديم مجموعة من التوصيات والمقترحات الموجهة لکافة الجهات الرسمية ممثلة في أجهزة الإعلام والمؤسسات التابعة للوزارات المعنية بشؤون الأسرة والطفل ومراکز رعاية الصحة النفسية؛ من أجل رسم استراتيجية تدفع نحو استثمار القوة المنسوبة للإعلام في مجابهة تطور انعکاسات الصَّدْمة بين فئات جمهور الأطفال المتلقين للمادة الإعلامية أو ذويهم.