هدفت الدراسة الحالية إلى الوقوف على الدور الذى تلعبه التنشئة الثقافية في مواجهة ظاهرة الغزو الثقافي للأطفال، حيث أصبحت الثقافة الوطنية محل تهديد في ظل العولمة وسيادة النمط الغربي؛ بسبب الغزو الثقافي الناتج عن انتشار النموذج الغربي بکل ما يحمله من سلبيات وايجابيات، والذى بات يتغلغل في نفوسنا وعقولنا وديننا، فأصبح کالأخطبوط يلف حول أعناقنا کبارًا وصغارًا دون وعى وإدراک، ومع زيادة ظهور آثار الانبهار بالحضارة الغربية على مجتمعنا وخاصة أطفالنا من خلال ابتعاد المجتمع عن المعايير الدينية والأخلاقية تحت شعار الحرية، نجد أنه أصبحنا بحاجة إلى إعداد طفل مصري مثقف نهضوي من نوع جديد، قادر على استيعاب التراث المصري من جهة، ومقومات الثقافة العصرية لعصر الانفتاح اللانهائي من جهة أخرى. حيث أتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وأسفرت النتائج عن ضرورة التکامل بين العناصر الرئيسية التي أثبتت الدراسة النظرية أهميتها في تنشئة الطفل ثقافياً ليکون قادراً على مواجهة الغزو الثقافي "الأسرة، المدرسة، ووسائل الإعلام"، کما أکدت على أن الغزو الثقافي واقع معاش يجب التعامل معه کجزء من حياتنا الاجتماعية، يؤثر في ثقافتنا نأخذ منه ما يتفق مع ثوابتنا والحذر مما يخالفها لذلک يجب ضرورة تکامل مصادر التنشئة الثقافية للأطفال للعمل على تنشئتهم تنشئة ثقافية سليمة.