التربية عملية ذات أهمية لکل من الفرد والمجتمع معا فضرورتها للفرد تکون في المحافظة على جنسه وتوجيه غرائزه وتنظيم عواطفه وتنمية ميوله بما يتناسب وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه والتربية ضرورية لمواجهة الحياة ومتطلباتها وتنظيم السلوکيات العامة في المجتمع من أجل العيش بين الجماعة بأمن وسلام.

ويعد الأمن في المجتمعات المختلفة أهمية قصوى للحفاظ على الأنفس والممتلکات والوجبات والحقوق، ومن أهم الأدوار التي تضطلع بها الحکومات الحفاظ على الأمن فيها، ومن المهددات الأمنية الأحداث الشبه متکررة من أعمال إرهابية وجرائم مستنکرة حول العالم أو في بلادنا على وجهه الخصوص، حيث يظهر جلياً من خلالها أن من أهم التحديات التي تواجهه الکثير من الحکومات اليوم هو القضاء على هذا الإرهاب وتجفيف منابعه.

والأمن الفکري من أهم أنواع الأمن؛ حيث يتعلق الأمن الفکري ببنية الإنسان الفکرية والعقلية، والتي تحدد أهدافه ومبادئه، وسلوکه واتجاهاته وعقائده وعلاقاته مع الآخرين.

ومن ثم فهو جزء لا يتجزأ من الأمن العام، بل الأساس لأي أمن، ورکيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار للوطن والمواطن

وتعتبر المؤسسات التربوية – بحکم اتصالها الدائم والمباشر مع أفراد المجتمع، وتعاملها مع الفکر -أحد أهم أسلحة الوقاية، لامتلاکها للوسائل اللازمة في مواجهة الفکر المنحرف؛ فالمؤسسات التعليمية أکثر قدرة على إشباع حاجات الأمن في نفوس الأفراد وذلک من خلال النسق التربوي الذي تحتله داخل کيان المجتمع، وتلعب دوراً هاما وحيويا في المحافظة على بناء واستقرار المجتمع من خلال تجسيد الأمن الفکري