شهدت ليبيا کغيرها من دول المنطقة موجة التغيير عن طريق الاحتجاج والتمرد والمطالبة بإسقاط الانظمة القائمة التي تحکم هذه الدول لفترة من الزمن فکان الرأي والقرار الفاصل للمتمردين في نهاية الامر ، حيث انهم خرجوا في ليبيا علي غير العادة ضاربين کل القوانين الداخلية في ليبيا والاعراف السابقة عرض الحائط علي قلب رجل واحد يطابون بإسقاط نظام حکم العقيد معمر القذافي.
وقد کانت هناک مجموعة من التراکمات والدوافع الاجتماعية والاقتصادية داخل المجمتع الليبي دفعت الشعب الي اعلان انتفاضته والمتمثلة بالکبت السياسي والحرمان الاقتصادي الذي زاد من حدة الصراع بين مناطق شرق ليبيا وغربها، ولعل هذا ما يفسر انطلاق الاحداث في المناطق الشرقية للبلاد .
ونجد ان حرکة الاحتجاجات التي حدثت في ليبيا قد طال مداها وتطورت لتصبح نزاعا مسلحا بين المعارضة والنظام ، وقد تجاوز هذا النزاع نطاق التحکم والسيطرة بالشکل الذي دفع المجتمع الدولي التي التدخل من خلال قوات حلف الناتو التي حصلت علي الضوء الاخضر من الجامعة العربية ومجلس الامن.
لقد تدخلت الجامعة العربية کطرف بمساعدة المعارضين لنظام العقيد القذافي في سابقة لم تعهدها الجامعة من قبل فقد کان موقفها صريحا مباشرا من الاحداث في ليبيا بالانحياز ضد نظام العقيد القذافي ولصالح المتمردين او الرافضين او المعترضين علي هذا النظام.
وقد دعت الجامعة العربية منذ البداية الي الوقف الفوري لکافة اعمال العنف وعدم استخدام القوة ضد المظاهرات السلمية المطالبة باصلاحات سياسية.