تعد مياه الأنهار من الثروات الطبيعية والضرورية لإستمرار الحياة الإنسانية والکائنات الحية کافة, فالأنهار مورداً إقتصادياً حيوياً متعدد المنافع, فقد أستخدمت منذ بداية الخليقة کطرق للملاحة لنقل الأشخاص والبضائع, واستخدمت ايضاً لأغراض الري والإنتاج الزراعي والحيواني, وکذلک لا تستغنى عنها الغالبيه العظمى من البشر فى أغراضهم المنزلية المعتاده کالشرب والتنظيف, ومع تطور الحياة ظهرت إستخدامات أخرى جديدة لمياه الأنهار مثل توليد الکهرباء واستخدام الأنهار کمصادر إضافية للطاقه.
وفى ظل تطور أستخدامات الأنهار فى أغراض مختلفة, ظهرت مشکلات استخدام الأنهار الدولية والتي تشترک فيه أکثر من دولة واحده, فإن مشکلة ندرة المياه العزبة بالنسبة للطموحات المتزايدة فى استخدامها من جانب الدول المشترکه فيه تصبح مشکلة دولية, فإن التنازع على استخدام الأنهار الدولية فى الأغراض غير الملاحية هي صراعات على المياه نفسها او على الأقل صراعات للحفاظ على مستوى معيشه السکان فى ضوء ندره المياه العزبة.
وتنشأ هذه النزاعات بين الدول عندما تتعارض الاستخدامات بين الدول المشاطئه للنهر الدولي, وأيضا عندما ترغب دولة فى زيادة الإستفادة من مياه النهر لتطوير خططها التنموية, وذلک على حساب حقوق ومصالح الدول الأخرى المشترکه معها فى النهر الدولي.
ونظرا للأثار الخطيرة التى تنتج عن تغيير استعمالات النهر الدولي او المساس بالحصص المائيه السنوية التى اعتادت کل دولة عليها واصبحت حصص تاريخية لها, فقد يؤدى ذلک الى إحداث خلل اقتصادي وإجتماعي بالدول المتأثرة بهذا التغيير, وما قد ينشأ عن ذلک نزاعات وصراعات مما يؤثر سلباً على السلم والأمن بين الدول التى تشترک فى نهر دولي.