جاءت التشريعات في مجموعها لتحمي أي انحراف قد يصاحب هذه الغريزة أو يجاوزها، والشريعة الإسلامية وضعت الضوابط الکفيلة لحماية الأعراض الإنسانية من الهتک والاعتداء.
کما أن القانون الجنائي کفل للمرأة سلامة الأخلاق الحميدة، وحماية النظام المجتمعي بشکل فعال مع الأخذ في الاعتبار أن حماية هذا النظام متنوع بشکل ملحوظ وملموس عبر القرون وحسب البلاد، لأنها تتکيف بالقيم الأخلاقية والدينية.
ولقد خطت الشريعة الإسلامية خطًا أصيلًا في حماية الأعراض من الاعتداء وجمعت أهم أفعال الاعتداء على العرض في جريمة واحدة يطلق عليها تعبير (الزنا) وهو من جرائم الحدود ويعني ذلک أن عقوبته مقدرة على وجه ثابت لا يستطيع القاضي التصرف فيه أو التعديل منه وهي حق الله تعالى فليس للحاکم أن يعفو عنه ودلالة ذلک أن هذه الجريمة خطيرة جدًا إذ تمس الدعائم الأولى للمجتمع الإسلامي فلا يجوز التساهل فيها لأنها تهدم العائلة الإسلامية والعائلة هي أساس المجتمع ومن ثم فهي تهدم المجتمع الإسلامي کله.
والزنا ظرف مشدد إذا کان الزاني محصنًا وتوافرت فيه شروط معينة وهذا التشديد ثابت بالسنة القولية والفعلية فقد قال رسول الله ن (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارک للجماعة).
ومن هنا کان التشديد على حماية الأعراض والحفاظ عليها في الشريعة الإسلامية لأن إشباع الرغبة الجنسية قد يتم بطريقة مشروعة وهي الزواج،