لا شک ان مدينة القدس تعد من أهم المدن فى العالم فى التاريخ القديم والحديث على حد سواء لأنها قبلة لکل الأديان السماوية الإسلام والمسيحية واليهودية لذلک فإنها حظيت – ولازالت – بإهتمام ورعاية دولية من خلال کم هائل من القرارات والمواثيق الدولية التى تحفظ للمدينة مکانتها وحمايتها من أى إعتداء على القيم التاريخية والثقافية والدينية بها .
والقدس مدينة عربية منذ الآف السنين حيث إستقر بها اليوبسيون الذين ينحدرون من أصل کنعانى نزحوا إليها من شبة الجزيرة العربية حتى غزاً العبرانيون المدينة فى الألف الأول قبل الميلاد وکونوا أول دولة يهودية فى فلسطين إلا أن هذه الدولة لم تستمر طويلاً فقد إنقسمت فى عهد أبناء سليمان إلى مملکتين هما إسرائيل ويهوذا وما لبثت أن إنهارت المملکتين بعد ذلک لتنتهى الدولة اليهودية من فلسطين إلى الأبد .
ومنذ الغزوالعبرانى لأرض فلسطين ومدينة القدس تتعرض لأطماع الغزاة والمحاربين وما لبثت هذه المدينة أن تستعيد روحها وتلملم جراحها تنفض عن کاهلها وطأة الغزاة ومطامع الأعداء ويشهد التاريخ أن الفترة الوحيدة التى ظلت فيها القدس تستقبل جموع العابدين والسائحين بکل ترحاب هى الفترة التى کانت خاضعة فيها للسيادة العربية والإسلامية فکان کل فرد يعبد ربه فى حرية وأمان بعيدا عن أية أحداث دينية أو سياسية .
ولقد اکدت حقائق التاريخ بما لا يدع مجالا لأى شک أن مدينة القدس الشريف عربية الأصل فى النشأة والتکوين إسلامية الهوية فى الحضارة الإنسانية ومن ثم فإن المزاعم التى يرددها الإسرائيليون والخطط التى راحت إسرائيل تضعها لإستلاب هذه المدينة العربية الإسلامية ما هى إلا زيف وکذب حاولت بها خداع العالم وتضليله .